من يحارب «داعش» في سوريا؟

في مقابلته التلفزيونية الثانية مساء الجمعة الماضية لاحظ محمد حسنين هيكل أن القوة الوحيدة التي تحارب داعش في سوريا هي الجيش السوري، وهو خارج التحالف الذي حشدته أميركا لمحاربة داعش.
الرئيس الأميركي باراك أوباما لاحظ بحق أن من غير المجدي محاربة داعش في العراق وتركها تفعل ما تشاء في سوريا، ولذلك أعطى الطائرات الأميركية حق ضرب داعش في سوريا، مما يعتبر اعتداء على سيادة بلد مستقل ومخالفة صريحة للقانون الدولي.
ليس معروفاً لماذا لا يستأذن التحالف النظام السوري الذي اعلن سلفاً عن استعداده للتعاون مع جميع الجهات التي تحارب داعش وباقي المنظمات الإرهابية مثل النصرة، بل لماذا لا تكون سوريا عضواً في التحالف وهي الضحية الأولى للإرهاب.
أميركا لا تريد أي تعاون أو تنسيق مع النظام السوري لسبب بسيط هو أن الرئيس الأميركي سبق أن أعلن بأن النظام السوري فقد شرعيته، الامر الذي خلق خطاً أحمر يصعب التراجع عنه.
للخروج من هذا المأزق اقتضت الاستراتيجية الأميركية لمحاربة داعش في الأراضي السورية، محاولة إيقاف ما يسمى بالجيش السوري الحر على قدميه باعتبار أنه يمثل للمعارضة المعتدلة، وتخصيص 500 مليون دولار لدعمه بالمال والسلاح والتدريب ليحارب ليس النظام السوري فقط بل تنظيم داعش أيضاً، حملوه عنزه...
الجيش السوري الحر اسم كبير موجود على الورق ولا يكاد يكون له مضمون ذو معنى كقوة محاربة، والغرض الوحيد الذي يخدمه هذا الجيش هو إيجاد مبرر لاستمرار مجموعة اسطنبول التي تعمل تحت اسم الائتلاف الوطني، أن تتلقى المال العربي والأجنبي وكأن الائتلاف يمثل الغطاء السياسي لقوة قتالية موجودة داخل سوريا.
محاربة داعش بنجاعة لا تكون بالتعامي عن الواقع كما هو على الأرض، ذلك أن 35 دولة منضمة إلى التحالف الأميركي لمحاربة داعش لن تفعل الكثير طالما أنها لا تضم دولا وقوىمثل سوريا وإيران وروسيا.
الجيش السوري في حالة حرب مباشرة مع المنظمات الإرهابية منذ ثلاث سنوات، وأي فشل يؤدي إلى امتداد الخطر إلى الدول المجاورة، وقد بدأ فعلاً في العراق.