السحر والشعوذة لاستخراج الذهب

أخبار البلد - يحيى شقير 
 

الحلم بأن يصبح الواحد غنيًا أمر مشروع بشرط الحصول على المال بطرق مشروعة. بعض الحالمين بأن يصبحوا فجأة أغنياء من دون جهد وعرق وتعب قد يقعون في محارم القانون وربما يرتكبون جرائم تسوِّل لهم أنفسهم أنهم سيفلتون فبعضهم يلجأ للسرقة من مال غيره أو المال العام أو تجارة المخدرات.

بعضهم الآخر يحلم بالعثور على كنز ذهب بتغذية من معتقدات طوطمية بأن الكنز مدفون في مغارة وربما من مخلفات الأتراك ويحتاج إخراجه إلى «شيخ مغربي» وبخور.

وما يفجع أن يتم استغلال سذاجة بعضهم للحصول السريع على الكنوز والدفائن. وهناك دائما من يقوم باستغلال سذاجة غيره للحصول على المال.

من القضايا المثيرة التي وصلت للقضاء محاولة إمرأة إقناع فتاة لم تبلغ الثامنة عشرة من عمرها بقيام أحد الأشخاص بفض بكارتها لغايات استخراج كنز مقابل مبلغ معين ولحسن الحظ تم القبض على المتهم قبل لحظات من حصول الكارثة. (تمييز جزاء 649 لسنة 1996 مجلة نقابة المحامين عدد 5 ص 2058 موثقة بكتاب د. نظام المجالي شرح قانون العقوبات-القسم العام دار الثقافة 2009 ص 248).

وعلى الرغم من تحذيرات الأمن العام المتكررة المواطنين من الوقوع ضحايا أساليب محتالي دفائن الذهب إلا أن بعض السذج يقعون ضحية طمعهم وذكاء غيرهم من المحتالين. وهذه نماذج لعل وعسى:

- مواطن تعرض للاحتيال بعد دفعه مبلغ 10 آلاف دينار لشخصين تكاليف استخراج دفائن ذهبية بعد أن أقنعه محتالان بوجود مثل تلك الدفائن، ليكتشف بعد قيام المحتالين بإخراج عدد من القطع الذهبية من باطن الأرض أنها مقلدة وأنهما هما من قاما بدفنها هناك.

- تعرف أحد المواطنين على مجموعة من الأشخاص احدهم من جنسية عربية أقنعوه بوجود دفائن في مزرعة تعود له وأن لديهم القدرة على إخراج كميات كبيرة من الذهب من باطن الأرض. وانطلت الحيلة على صاحب المزرعة وبدأ بتحويل مبالغ مالية كبيرة إلى أحد هؤلاء الأشخاص بلغت على مدى عامين مليون دينار طمعا في أن يكون العائد أضعاف هذا المبلغ.

- تمكن أربعة أشخاص من بينهم شخص أجنبي من الاحتيال على أحد المواطنين بمبلغ 150 ألف دينار بإيهامه أن الأرض المقام عليها منزله يوجد بداخلها دفائن ومجموعة من التماثيل الأثرية النادرة إضافة الى كمية من الذهب وأنهم بحاجة الى «بخور» لا يتوافر في الأردن ويجب احضاره من الخارج وهذا مكلف ماليا لإحضاره حتى يتم استخراج الدفائن والتماثيل والذهب بطريقة معينة من خلال استخدام ذلك البخور.

أما استغلال إيمان الناس وفك السحر والتداوي بالقرآن فهناك فضائيات متخصصة في الموضوع فالحكيم الشيخ الفلاني يشفي من الدِّسْك والسرطان ويرد الغائب ويجعل المرأة تحمل ويزوج العوانس ويكشف المستور.