رسالة الى السفيرة الأمريكية
بالاميركي «قود مورننغ».. وبالاردني صباح الخير للسفيرة الأميركية الجديدة أليس ويلز.. مرحبا بك في الاردن.
هنا عمان.. لو رفعت رأسك عاليا ونظرت من شباك مكتبك في عبدون سترين وسط البلد.. في عواصم العروبة ثمة «وسط للبلد».. وثمة «وسط» في كل المدن الأردنية.
علاقة الاردنيين والعرب يا سعادة السفيرة بـ»الوسط «علاقة تاريخية.. فعلاوة على «وسط» عواصمهم.. ثمة «واسط» لبيوت الشعر عندهم.. وثمة قهوة يشربونها «وسط».. وثمة حزب «وسط إسلامي» في كل العواصم.. وثمة احترام من الشقيق الأكبر للشقيق الأوسط.
والأردنيون -أيضا- اذا فاضت محبتهم لشخص اجلسوه في «وسط المجلس».. واذا كرهوه ايضا – وقلما يكرهون- يجلسونه احتراما للضيف في ذات المكان.. في وسط مجلسهم.
علاقة الاردنيين بـ»الوسط».. علاقة اجتماعية وثقافية واقتصادية.. فإذا سألت صديقك :كيف الشغل يقول لك :»وسط».. واذا سألت ابنك الصغير كم تحبني يقول لك : «وسط».. واذا سألتك زوجتك كيف الملح بالطبخة تقول لها : «وسط».
سعادة السفيرة.. اهلا بك في ثقافة «الوسط».. أعرف انك قادمة من روسيا وانك مررت من الهند.. وانك درست جيدا درسك في مصر وفي الشرق «الأوسط».. وأعي تماما انك تحتاجين الى الدخول الى المجتمع الاردني الطيب عبر مطاعم الهمبرغر والفلافل.
لكن مستشاريك لم ينبهوك الى «وسط» اربد.. ولا الى وسط «الكرك» ولا الى وسط «المفرق».. فثمة أكلات لم تتناوليها في حياتك وستخسرينها اذا لم تتجولي مشيا على الاقدام في «خرجا» هناك ستجدين «المكمورة « واذا مررت في طريق عودتك من اربد الى عمان ستجدين على الطريق بالقرب من مخيم الزعتري محافظة اسمها «المفرق» فيها أكلة طيبة اسمها «اللزاقيات».. واذا اكملت طريقك بالقرب من مخيم الازرق ستصلين الى الزرقاء هناك اكلة اردنية طيبة اسمها «المجدرة «..
أما في الجنوب.. فثمة كرم لا يعرفه سوى الأردنيين الطيبين فإذا تركنا المنسف جانبا.. ثمة «هفيت».. وثمة «مليحية» وثمة اردنيون لا يعرفون سوى وطن اسمه الاردن.. يؤمنون به ويرفعون أكفهم الى السماء بعد كل صلاة يشكرون الله على نعمة الأمن والأمان.. ثم يمدون يدهم الى صورة للملك معلقة في مضافاتهم وبالضرورة ان تكون بلباسه العسكري.. ينظرون الى الصورة ويلقون على ابي الحسين تحية الصباح.. ثم يمضون الى وجعهم..
سعادة السفيرة.. لا اقول لك سوى.. «قود مورننغ».. وللحديث بقية..