دانة زيدان تكتب : قليلاً من الحياء تجاه ملكة جمال الأردن.... ووزارة التربية والتعليم بتتكلم عبري!
أخبار البلد -
لم يحتاج الموضوع أكثر من صورة التقطت لفتاة تدعى "زينة العلمي” خلال مقابلة في برنامج "صباح مساء” على قناة "الغد العربي” والذي تحدثت خلاله عن منحها لقب ملكة جمال الأردن, لتضج شبكات التواصل الإجتماعي بتعليقات جارحة ومؤذية بحقها.
رغم عدم علمي بوجود هكذا مسابقة من قبل ولا الظروف التي تم تتويجها فيها, إلا أني لاحظت كمية السخط والغضب والكراهية السوداء التي تسكن قلوب الكثير ممن شاركوا بكتابة تعليقات تخلو من الحد الأدنى من الذوق, على صورة "العلمي” ومشاركتها على "الفيسبوك” و”تويتر” بقصد السخرية من شخصها.
لم أستطع سوى التفكير بحجم الألم والضيق الذي جلبته هذه الحملة من صور وكلمات وفيديوهات نُشرت لهذه الفتاة, بعيداً عن رأيي فيها كملكة جمال الأردن- في مسابقة أجريت في مصر أصلاً- , إلا أنني تألمت جداً لأرى هذا الكم من الحقد يملأ الشارع, الذي بات يبحث عن أي طريقة ليغذي هذا الإحباط لديه, من خلال تجريح الأخر والسخرية منه.
ما يثير الغثيان فعلاً إنخراط بعض وسائل الإعلام المحلية في هذه الحملة الشرسة ضد إبنة وطنهم, وركوب الموجة مثل موقع قناة "رؤيا” الفضائية, والذي نشر مقال يصف هذه التعليقات "بالطريفة” والتي هي أبعد ما تكون عن الطرافة, وأقل ما يقال عنها تعليقات قميئة, تخلو من الإنسانية, وقام موقع القناة أيضاً بنقل بعض هذه التعليقات الغير أخلاقية .
من المثير للسخرية أنه وفي نهاية مقابلة "الغد العربي” مع "زينة” تمنت المذيعة لها التوفيق في حياتها العملية والشخصية, دون علم بأن هذه المقابلة ستجلب عاصفة من المضايقات بحقها.
لو كنت مكان زينة لن أصرح بأكثر من ” يا ريت لو بتشدوا حيلكم هيك ضد الفساد والمحسوبية والبطالة والفقر وغلاء الأسعار والقائمة تطول”…
****
أمجاد يا غزازوة أمجاد” مع الإعتذار لكارم محمود "
رغم أن دموعي لم تتوقف عن الجريان أثناء متابعتي لتقرير عُرض في برنامج "لعبة الأمم” على قناة "الميادين” عن طفلة غزاوية – لم تكبر لتفهم ما هو الموت بعد – حُشرت لما يقارب ال6 ساعات مع جثث عائلتها, خلال العدوان الأخير على القطاع, ورغم محاولات المذيع المتكررة لجعلها تتكلم إلا أنها كانت تغطي أذنيها وترفض التحدث عن هذه الفاجعة التي لحقت بها, إلا أن البسمة المشوبة بالألم عادت لترتسم على وجهي فور رؤيتي لكميات الأمل وحب الحياة التي تضج فيها روح "عدالة أبو مدين” رئيسة جمعية "الحق في الحياة” .
لفتني الموقف الإنساني لمقدم ومعد البرنامج "سامي كليب” أثناء حديثه لها ,عن مركز ذوي الإحتياجات الخاصة الذي دمر بالكامل بسبب القصف الصهيوني له, ورغم الدمار الكبير الذي لحق به إلا أن معنويات "ابو مدين” كانت في السماء, ووعدت بأن تعيد بنائه وزيادة عدد طوابقه أيضاً, ليعدها "كليب” بالمقابل بالتوكل شخصياً بهذا الموضوع وأن يبذل كل ما يستطيع في سبيل إعادة بناء المركز, قائلاً ” أقل واجب بعمله لفلسطين”.
سعدت بأن أرى هذه الروح في الإعلام العربي ممن بات يُحرم على مذيعيه إبداء تعاطف وحب تجاه القضية الفلسطينية من باب "الحيادية” والتي لا يعرفوها إلا حين يأتي الأمر لفلسطين, وكأن الحيادية أن تنقل وجهة نظر ومبررات المحتل في جرائمه المرتكبة مثل ما تفعل بعض القنوات الفضائية "الفاضلة”, التي إنحدرت لتسمية الشهداء بالقتلى.
أستغرب أحياناً كيف يقوى أهل غزة على الإستمرار في بناء وتشييد العمارات والصروح العلمية والصحية وممارسة الحياة بسعادة ومعنويات مرتفعة, ونصف الشعب العربي يحزن حين ينتهي مسلسله المفضل على التلفاز !
****
وزارة التربية والتعليم بتتكلم عبري !
في زمن توجه البنادق فيه نحو اعداء وهميين من صنع أميركا, لم يتبق لنا ساحة نضال سوى الذاكرة وتكوين الوعي لدى الأجيال الصاعدة, فبالرغم من التضييق الهائل على الشعوب وفرض سياسة التجويع, كي لا يفكر الفرد بمفاهيم مثل النضال والحرية, إلا أن الفلسطيني في كل أقاصي الأرض لازال يُعلم أطفاله منذ صغرهم اسماء القرى الفلسطينية, وفي أي عام سُلبت منه, كي يحرس الذاكرة الفلسطينية ويمنعها من الإندثار.
في محاولة للقضاء على آخر ساحة نضال متبقية لنا, تأتي وزارة التربية والتعليم الأردنية, وتبدأ بالتسويق لأفكار صهيوأمريكية تعمل على طمس الهوية الفلسطينية وإلغائها من الوجود, من خلال تغيير أسم فلسطين في المناهج الدراسية وإستبدالها ب”اسرائيل”, وإلغاء بعض الدروس التي تتحدث عن القدس والطيار الشهيد فراس العجلوني, أول ضابط يخترق المجال الجوي الصهيوني ويقصف مجموعة من طائرات العدو.
بدى الألم والحزن يعتصر أخ الشهيد العجلوني خلال مقابلة أجرتها معه قناة "الجزيرة”, مبدياً صدمته من هذا التغيير الهادف لقلب مفاهيم البطولة والنضال لدى الأجيال الجديدة. وكما وضح التقرير أن هذه التغيرات على المناهج الدراسية تأتي نتيجة ضغوط الجهة الممولة "الوكالة الدولية للإنماء الدولي”, لتوفير بضعة ملايين من الدولارات.
وبما أن الوزارة لا تعارض التعديلات الجوهرية على المناهج, أقترح تغيير بسيط على ترتيب الحروف في عنوان الكتاب المدرسي ليصبح اللغة العبرية بدلاً من اللغة العربية..