اعتقالات بطعم الغرابة

أحاول أن أفهم مبررات الاعتقالات الاخيرة التي قامت بها الدولة بحق ناشطين في الدعوة والسياسة فلا اجد لها مسوغا في المنطق ولا في التوقيت. حتى الان الاعتقالات محدودة ولا يمكن وصفها (بالمبرمجة او الحملة) ونتمنى ان تبقى كذلك ويتم التجاوز عنها في اطار من التفاهمات وتبريد الاجواء.
احد المعتقلين هو عالم شاب يدعى الدكتور محمد سعيد بكر والاخر إمام مسجد يشهد لهما بالانضباط والعقلانية والوطنية وهنا يبرز السؤال عن عقلانية اعتقالها وتحوليهما لمحكمة امن الدولة.
البعض يحاول تفسير الاعتقالات بانها استمرار للعلاقة المتوترة بين جماعة الاخوان المسلمين والدولة، وانها طبيعية في سياق التجاذب القائم الذي أعيد إنتاجه بعد حرب غزة.
في المقابل هناك من يرى ان التقارب الاخير بين الحكومة والجماعة من خلال لقاء قيادات في الاخوان مع وزير الداخلية وكذلك رسالة رئيس الوزراء الى امين عام حرب جبهة العمل، –هذا التقارب– استفز جهات اخرى فسارعت لتخريب البدايات التلطيفية التي شهدناها.
يبقى كل ما سبق مجرد تحليلات ستصدقها او تكذبها المسلكيات القادمة للدولة مع الجماعة فما جرى من اعتقال يظل محدودا ولا ينسجم معه الذهاب بالقراءات بعيدا.
نتمنى ان تكون الاعتقالات الاخيرة مجرد طارئ ينتهي سريعا من خلال تكفيل المعتقلين وطي القضية وانهاء توتر من غير المنطقي ان نراه في هذا التوقيت الدقيق.