الى متى


تطالعنا الاخبار بين الفينة والاخرى , عن خسائر فادحه وصلت لحد المديونيه لبعض مؤسساتنا الوطنيه التي كنا نفاخر بها وبأنجازاتها , وبمبالغ تجاوزت المليارات , واخرها على سبيل الذكر لا الحصر , الملكيه الاردنيه , وشركة الكهرباء
والسؤال المطروح لماذا وصلت الامور لهذا الحد ؟
واين الجهات الرقابيه مما يجري ؟
في علم الاداره السبب الرئيسي في خسارة اي مؤسسه هي سوء الاداره .
فأما ان تكون الاداره فاسده , او ضعيفه , او لا تملك الخبره التي تخولها ادارة ما كلفت بأدارته .
وفي كل الاحوال تعتبر جميع هذه الاسباب فساداً .
والذي يؤكد ما اقول ان هذه المؤسسات الخاسره , لو خصخصت تصبح تجني الارباح .
وهذا ما حصل مع بعض مؤسساتنا الوطنيه التي تم خصخصتها , بعد ان وصلت لحد الافلاس , واصبحت تجني الارباح الهائله في ظل الادارات المتخصصه الفاعله النزيهة .
يبلغني احدهم ان احد المدراء العامين في مؤسسته لا يحضر لمتابعة مهامه الا اذا حضر وفد او شخصيه رسميه كبيره لزيارة المؤسسه . وليس لديه اي خبره في مجال العمل , وتخصصه ليس له علاقه في ادارة هذه المؤسسه .
ولكن مؤهله انه ابن شخصيه متنفذه وواصله كما يقولون .
نلاحق الموظف البسيط , ونحوله للجان التحقيق والتأديب اذا ارتكب خطأ بسيطاً ., اما الذين يتطاولون في استهتارهم , وغيهم , وهدرهم للمال العام , بل استغلالهم لمناصبهم وجني الاموال الطائله , وتمتعهم بهذا المال في البذخ والسفر والمجون والفسق , فهذا امر مغفور لهؤلاء المتنفذين المتنفعين .
وبالمقابل نناشد ونطلب الانتماء والمواطنه والحفاظ على مقدرات الوطن , والكل بات يعلم علم اليقين ان الوطن يستنزف من ثلة ممن لا يرقبون في هذا الوطن الاً ولا ذمه .
وبات الجميع على علم بما يجري , فالى متى هذا الحال , وهذا السكوت على هؤلاء النفر الذين نخروا كيان هذا الوطن
وهم يدعون حينما يتحدثون انهم ارباب الانتماء والولاء , ويصفق لهم المداهنون والمنافقون وهم من داخلهم يلعنونهم
والانكى والامر ان بعض هؤلاء قد تسيدوا مراكز سابقه فشلوا فشلاً ذريعاَ في اداراتها , ثم عادوا وتسلموا رغم ذلك مناصب جديده ليحسنوا اداءاتهم الرديئه , ويوسعوا دائرة فسادهم .
وانا اقول ان اول من يجب ان يحاسب مجالس الادارات , ومجالس الامناء في كثير من المؤسسات الرسميه الذين يتركون الادارات تتخبط دون رقابة او تدقيق , ويعتبرون عملهم تشريف وليس تكليف , وهمهم الحصول على بدل الجلسات , وما يتحصلون عليه من رواتب وهبات .
والاصل ان يتم رصد هذه الادارات الفاسده في قائمة سوداء بعد ان يتم محاسبتهم .
الم يأن الاوان لاحلال الكفاءات المخلصه من ابناء الوطن في المناصب السياديه , والتخلص من ثقافة ان ابن الوزير وزير وابن السفير سفير , وتوزيع المراكز والمناصب الحساسه لاسترضاء ابن فلان وابن علان دون قيود او معايير .
ونحن عندما نتحدث بما يحدث من خلل , يعتصرنا الالم لم يحدث , فالوطن بكل مكوناته عزيز على كل اردني غيور , ونتطلع دائماً للاصلاح والتميز والحفاظ على مقدرات ومكتسبات الوطن , ومحاربة المحسوبيه والفئويه . ونناشد الجهات الرقابيه تفعيل اكبر لدورها او تشكيل لجنه حياديه متخصصه لمتابعة وتقييم خطط واداءات وزاراتنا ومؤسساتنا الرسميه وشبه الرسميه وتقديم كل من يثبت تقصيره للهيئات القضائيه , اين كان , فالوطن للجميع واكبر واغلى من الجميع . د. نزار شموط