قصف تل ابيب مقابل قصف سورية
منذ العدوان الأطلسي على العراق و(اسرائيل) تحاول تجديد وظيفتها الاقليمية من دون جدوى فمنذ ان اضطرت الادارة الامريكية للتدخل المباشر في تلك الحرب صار واضحا ان (تل ابيب) دخلت العد العكسي لازمة دورها الاقليمي. وكلما حاولت اعادة الاعتبار لهذا الدور لاحقتها الاخفاقات..
كان اخفاقها الاكبر امام حزب الله في تموز 2006 ثم في غزة مرتين، وها هي اليوم تشكل اكبر عبء على الاستراتيجية الامريكية التي تحاول العودة الى مسرح الاحداث في الشرق الاوسط واستكمال تحطيم العراق بتحطيم سورية..
فالعقبة الاولى التي تقف في مواجهة اية سيناريوهات لتدخل او غارات امريكية على اهداف سورية، هي التخوف من ردود فعل سورية غير محسوبة وغير مسبوقة باستهداف اسرائيل بصواريخ (استراتيجية) ردا على أي استهدافات اطلسية لها..
هكذا تحولت اسرائيل من استطالة عدوانية وذراع عسكرية ضاربة للبنتاغون والمصالح الامريكية، الى عبء على هذه المصالح،وتحولت من اداة للتهديد والابتزاز الى رهينة في مرمى الصواريخ السورية الاستراتيجية، وصار بامكان العرب توظيف هذا الكيان على غير ما اختلق من اجله، وفي ذلك صورة من صور المكر التي يتجلى التاريخ فيها بين الحين والحين.
ذلك انه اذا ما تجرأ الامريكان بذريعة ملاحقة داعش وقصفوا اهدافا سورية استراتيجية مثل مناطق عسكرية حساسة او القصر الرئاسي، فلن يكون عندها لدى الحكم السوري ما يخسره، ولن يتردد لحظة واحدة في الرد على ذلك ليس باستهداف نقاط امريكية من المستحيل الوصول اليها بل استهداف الربيب اليهودي في مناطق موجعة، من السهل الوصول اليها بالنظر الى الجغرافيا من جهة والقدرة الصاروخية التي لا ينكرها لا الامريكان ولا ربيبتهم في تل ابيب..
وانطلاقا من ذلك فلا فائدة ولا امال ترجى من اي اوهام يعلقها احد على تغيير موازين القوى داخل سورية باسم مكافحة الارهاب والحلف الذي اطلقته واشنطن بذريعته.