الحراك وقرار الملك...

أخبار البلد  - باسم سكجها

يتساءل صديق تساؤل العارف: تُرى لماذا تقزّم الحراك الشعبي، وانحرف عن طريقه السياسية، فأصبح مجرد تعبيرات عن مطالب اجتماعية تتعلق بالماء والكهرباء والبسطات وغيرها، ولكنّه يسارع فيجيب عن تساؤله: لأنّ هذه هي قضايا الناس الحقيقية.
ويزيد: الإطارات تشتعل في طرقات القرى، وتغلقها، وإطلاق النار في الفرح والحزن، الذي ينتهي بوفيات، يتزايد بتسارع عجيب، والمزاج الغاضب يملأ الأرض الأردنية، فيبدو الشعب وكأنه مقهور من بلاء عيش غير كريم، ويعبّر عن نفسه بتلك الطرق العنيفة.
ثُم لا يبخل بالقول: ما فاجأني ان هؤلاء الناس جميعاً توحّدوا، أمس، على تحية قرار الملك بشطب قرار تقاعد اعضاء مجلس الامة، وعبّروا عن انفسهم بكل الطرق الممكنة، فكأنّ الأمر يعني أن الاردنيين وديعون وغاضبون في آن معاً.
لم يكن أمامي، سوى القول: الناس لا تريد سوى العدالة، ولا تريد من الحُكم سوى أن يكون حَكَماً منصفاً بين الأردنيين، وحين تخرج السلطات عن العدالة يثور الأردنيون، وحين يُعاد ضبط الامور يعودون الى وداعتهم، وآخر القول: ذلك الحراك سياسي بطبعه، ولو بدا غير ذلك، ولهذا توحّد السياسيون والشعب أمس في رفع القبعة لقرار الملك.