المجلس القضائي .. هيبة القضاء من هيبة القاضي
أخبار البلد- خطوة جريئة وشجاعة وحكيمة تلك التي اتخذها المجلس القضائي أعلى سلطة قضائية في الأردن بحق نائب رئيس محكمة التمييز الدكتور محمود الرشدان الذي أطلق تصريحات جارحة ومسيئة وغريبة بحق زملاءه القضاة أثناء مناقشة قانون استقلال القضاء مع اللجنة القانونية النيابية حين وصف بعضهم بأنهم "معاقين" الأمر الذي أدى إلى إثارة الاستياء والغضب لدى الجسم القضائي برمته كونهم لم يتعودوا ولم يعتادوا في حياتهم سماع كلمات جارحة بأنهم معاقين من قبل .
ويبدو أن القاضي الرشدان الذي قدم اعتذارا صريحا ومكتوبا نشرته معظم وسائل الإعلام للقضاة إلا أن المجلس القاضي لم يكتف بهذا الاعتذار الذي جاء مطاطيا وغير مفهوما كونه أنكر تصريحاته معتبرا انه أسيء فهم ما كان يقول علما بأن الجميع كان شاهدا على ما قال والشهود كثر فالبينة واضحة ولا مجال لتكذيبها ... المجلس القضائي توصل إلى الحقيقة وبطريقته الخاصة وعلم من خلال الشهود والتسجيلات والمتابعة بان القاضي الرشدان قد أطلق تلك التصريحات صراحة وبدون لغز لكن الرشدان الذي ارتكب الخطأ مرتين مرة عندما أطلق تصريحاته الافتزازيه المثيرة والأخرى عندما أنكر انه صرح بتلك التصريحات الأمر الذي اعتبره المجلس القضائي إساءة بالغة وكبيرة وجارحة ليس بسبب التصريحات فحسب بل من طريقة الإنكار والتهرب من تحمل المسؤولية اذ لا يجوز لقاضي يحتل ويتصدر موقع المسؤولية في الجهاز القضائي وفي سلم المحاكم أن يكذب وينفي ما قال وهو المطلوب منه أن يحقق العدالة ويسعى للحقيقة فكانت النتيجة منحازة للعدالة والحقيقة والواقع وللجسم القضائي برمته عندما جرى إحالته على التقاعد بالحال انتقاما لكرامة القاضي وشرفه وسمعته وعدالته ومسلكياته .. فالقاضي الرشدان تجاوز كل حدود المنطق والمعقول وكسر أعراف ومبادئ واخترق مدونة السلوك القضائي وتجاوز على زملاءه وشكك بمقدرتهم الذهنية وسلامة قواهم العقلية لهذا كان يستحق هذه النهاية ويا حبذا لو كل المسئولين الذين يتجاوزون حدودهم يواجهوا هذا المصير لما كان لدينا من يسيء إلى سمعة الآخرين .
المجلس القضائي قدم بقراره هذا صورة نموذجية للعدالة وإحقاق الحق واثبت بأنه يطبق القانون على أي مخالف حتى لو كان هذا المخالف يتسلم موقع مهم في القضاء واعتقد أن هذا القرار قد ساهم في تعزيز هيبة القضاء وصورته وسمعته باعتبار أن القضاء هو الملاذ الآمن والوحيد للوطن والمواطن فشكرا للمجلس القضائي على قراره العادل أما للرشدان فنتركه لضميره الذي صحي متأخرا فاعتذر وأعاد الأمور إلى مسارها الصحيح ... وأخيرا أيها القاضي ارفع رأسك عاليا فأنت العادل والصادق وأنت الذي تحكم بالعدل كما نراك دوماً ولن تؤثر في سمعتك قول المعاقين .