صديقي أبو عامر شكرا لوطنيتك التي لم تنقلب

 لا ادري لماذا ينقد الكاتب حينما يكتب عن حياته أو تأملاته الخاصة، أو يشرح عن مشاعره لأحد المقربين، فهذا ليس ذنبا يقترفه كاتب المادة ،ليعتذر عن نفسه كما فعل الكاتب الكبير فهد الخيطان حينما تعهد أن يكون مقاله الأول بعد تسلمه رئاسة تحرير العرب اليوم المقال الأخير الذي يذكر شيء يخصه.
وإن كنت أؤمن بعقيدة ثابتة في الكتابة أن الحرية تعني التحرر في البداية من القيود والأعراف التي يفرضها غيرك عليك، وسأسوق هذه المقدمة لأني أود العودة إلى شرح خاص لمن انتقدني عبر التعليقات أو شخصيا ، بتحيزي الدائم والواضح لأصدقائي وخاصة في فترة الانتخابات النيابية السابقة ، وهذا طبعا حينما اكتب مقالا يخص أفكاري ، ولكن في نقل أي خبر أو تقديم تحليل فالحياد يكون هدفي الأول ، وافتخر اليوم أني كنت مناصرا كبيرا لأصدقائي في الانتخابات السابقة في محافظة الزرقاء وخاصة حسن سعيد ومحمد أرسلان وبسام حدادين ، وهذا لا يشكل أي تناقض حتى مع نظام الصوت الواحد، فالناس متعددة الاختيارات وكنا نسعى أن نحصر صوتهم بين الثلاثة.
لمحمد ارسلان وبسام حدادين عودة أخرى ، ولكني أود الحديث اليوم عن صديقي حسن سعيد  فقد كنت استنكر من يعترض علي أن أقف معه علنا في الكتابة، أو عبر مقالاتي، وكان جوابي الدائم أني طالما وقفت مع مرشح بصوتي فيجب أن يكون هذا أيضا عبر الكتابة، وكيف يتخلى الإنسان عن صديقه في فترة الانتخابات المعروفة بصعوبتها، ولا يترك أي شيء يملكه لمساعدته،وطبعا إن أردت شرح قناعتي فسيطول على حجم مقال، وحتى إن لم يحالف حسن  الحظ للمرة الثانية فهذا ليس حكما على انتخابات صنعها في المرة الأولى الباشا محمد الذهبي وفي الثانية أتقن صياغتها سمير الرفاعي .
وأنا اكتب هذه السطور بعد منتصف الليل أحببت أن اشكر صديقي حسن سعيد وأنا أرى هذا المشهد السياسي المغبر في الأردن، والذي لم يعد ثوريا ولا إصلاحيا بل استغلاليا وتصفية حسابات واضحة، ومدهشا ببذاءة الكثير من مواقفه، شيء مقرف حقا وانأ أرى الانقلابين من نقابين وإعلاميين ،كانوا يركعون عند أقدام المسؤولين ويهللون فرحا حينما يرن عليهم هاتف من جهة أمنية" رقم خاص"، واليوم تحولوا إلى ثورين ومشاغبين على الحكومات بل ويطالبون في الحريات وهم أول من حاربها وخير من امتص الوصايات الأمنية والحكومية. ولكن لان الوصاية الأمنية اليوم مجانية وشريفة وليست وصاية شكات بنكية طالبو بالتحرر منها.
شكرا حس سعيد لأنك بقيت كما كنت،وما زلت تجالس نفس الأشخاص ولم تغير أماكنك بعد، فلم تتنتظر فرصة الثورات والمسيرات لتنتقم ممن وقف ضدك أو سرق أصواتك، فنحن لم نكن يوما مع حكومة أو جهة أو صاحب رتبة ... كنا وسنظل مع الأردن كدولة نرفض أن نستغل ضعف أو ضغط خارجي، نرفض أن نسخر ظرف خطاب لإظهار قدرة كلام أو كتابة عبارات مسروقة من تونس أو مصر لنرفعها على لوحة.
صديقي حسن انا متيقن لو أردت أن تطالب بإسقاط مجلس النواب أو إسقاط حكومة الرفاعي التي كانت ضدك لتمكنت من إحضار مئات وآلاف ، ولكن شارع جامع عمر لن يكون يوما ميدان داخس وغبراء ، فنحن الذي إن طعنا ضمدنا جراحنا حتى لا نبكي أوطاننا بدمائنا.
صديقي اليوم كثرت تصفية الحسابات ولا أخفيك أني اسهر الليالي وأنا في حالة ذهول كبيرة، ليس لمسيرة أي حزب معارض كان وما زال على موقفه فهؤلاء احترم موقفهم السابق واللاحق ولكني أتحدث عن أصحاب الوجوه المقنعة، والذي طعنوا اقرب الناس إليهم، ولبسوا أقنعة زائفة وغير متقنة التركيب.
الوطن يا صديقي ليس سطوة محمد الذهبي ، ولا جبروت الرفاعي، ولا شعارات ميدان التحرير، الوطن تراب جناعة والمخيم وتراب الهاشمية والزواهرة، والعالوك  الذي تنفسنا غباره وامسكنا حجاره، وسبحنا يوم بسيله، ولن يأتي اليوم الذي نتحول به إلى ما غير ما كنا عليه، أوفياء للقائد ، معارضين لأي حكومة تستغل المواطن، متصدين لأي مسؤول متطاول، فقد كنا المدافعين عن الوطن والمواطن في الوقت الذي كانوا فيه يدافعون عن مكتب ومسؤول ووظيفة مستشار وداعية وغيرها، وسنستمر معارضين لسياسيات ومواقف أشخاص ولن يأت اليوم الذي نستقوي فيه  على وظن، فقد تكلمنا في زمن كانوا به صامتين ، ولن نعلي اصواتا بين زغاريد الشماتة.
صديقي الحمد لله أننا في أخبار البلد لم تختلف كتاباتنا عما قراه الناس من مقالات لنا وغيرنا، قبل أو بعد سقوط زين العابدين ومبارك، لم تخيفنا وصاية أمنية كما يدعي غيرنا اليوم، فقد حمينا كل كاتب شجاع، ولم نخشى من كتابة أي تقرير أو تعليق، واجهنا في قضايا المصفاة الرفاعي نفسه، فقد سمعنا  كلمة ليس هناك أوامر من فوق قيل ايو يلفظها الملك لاننا ندرك بفطرتنا انه ضد أي فساد ومع أي حقيقة، وهاجما الرفاعي ودبي كبيتال بينما كان غيرنا يتسول أمام مكتب السكرتيرة، واليوم لن نكتب على أي شخصية وقعت في الفخ وترمى بالشعارت ،وما زلنا أقوياء وأقلامنا سيوفنا مسنونة .
أتذكر حينما وصفني احدهم إني تابع لك، وقد قلت، لن تؤثر بي كلمة أو شتيمة ،  ويشرفني ان اتعلم منك ومن عماد المومني ومن هاني البوريني وعقلة الزيود ومن كل صديق كتبت عنه ، واليوم افتخر حينما أراك لا تنتقم لأجل انتخابات ، ولم تسع لان تكون بطل مسيرة ، ولم تصنع لافتة،  أو صفحة على الفيس بوك فالوطن اكبر من قبة البرلمان كما قلت لك في أول مكالمة هاتفية.
صديقي سعدت جدا وأنا اسمع انك تتبرع إلى حفلات الولاء  للقائد، لإن كان استعراضهم في مسيرات الملكية الدستورية فنحن نظهر المحبين في مهرجانات الملكية المطلقة، وعرفت  أنك تشارك في اللجان التنظيمية، وانك ما زلت تساعد من انتخبوك، ويخبرني علاء ملكاوي أنه رآك  تصطحبهم في سيارتك إلى مديرية التنمية الاجتماعية ومستشفى "الحاوز"، هذا يسعدني فان لم نمثل المواطن في العبدلي فسنبقى نمثله ونظل معه في فرحه وترجه ونكون أول من يقف بجانبه في مستشفى أو حالة جكومية مستعصية.
حسن سعيد صفيرة أحببت أن أشكرك علنا مثلما وقفت معك علنا، وأنت تعرف أن ما يجمعنا ليس عملا مشتركا، ولا مصالح مؤقتة فهذا ليس بدائم ، ولا يصنع محبة حقيقية ولكن ما يجمعنا محبة وطن يعيش في قلوبنا حتى لو ظهر أمام عيوننا، ويجمعنا محبة مطلقة لملك نخلص لحكمه ولن يأتي اليوم الذي سنكفر بإخلاصنا إليه.
Omar_shaheen78@yahoo.com