أزمة داعش وأزمة شاحن ..
بالقدر الذي تشكل فيه داعش , صداعا لمجتمعات المنطقة وأزمة حقيقية ..يشكل الشاحن لدينا أيضا صداعا وأزمة , فحينما تجلس في اي مكان وتبدأ بمناقشة مشروع داعش في المنطقة وما ستفعله الضربات الأمريكية , لابد أن يخرج أحدهم ويسأل :- (عندكوا شاحن سامسونج ؟) ...
وبما أن داعش تسبب لنا قلقا , يسبب لنا الشاحن أيضا قلقا ,فحين لايجد السائل شاحنا , يبدأ بالتوتر ..ومن ثم يسأل عن السيارة والجيران وهل لديهم شاحن أم لا ..
أنا لا أعرف هل نعاني من أزمة كهرباء , بحيث أن هواتفنا دائما فارغة , أم أننا نعاني من فائض في الثرثرة يتسبب بفقدان شحن الموبايل سريعا ؟
ولأن الشاحن صار ضرورة فأنت حين تذهب لأي مقهى في عمان صار يقدم لك خدمة (شواحن ) إضافة للقهوة والشاي .
صدقوني أني لا أتحدث عن شيء عابر بل هي ظاهرة إجتماعية تستحق أن نتوقف عندها ونتأملها , ونسأل لماذا يعاني الأردني دوما من أزمة شحن موبايله ؟ ..ولماذا اصبح هناك لدينا في المجالس سلوك مرتبط بنفاذ شحن الموبايل ويتمثل :- في البدء في ما نسميه باللغة العامية (الحكحكه) , ثم تحويل الموبايل إلى الصامت من أجل الحفاظ على ما تبقى من شحن ...وبعد ذلك التحجج بإنتظار هاتف مهم من الإمارات ومن ثم محاولة إشراك جميع الجالسين في البحث عن شاحن عبر إستثارة النخوة فيهم بالقول :- (دبرونا يا إخوان) ....
والمشكلة , أنك لا تعرف هل الأخ الذي اشغل الجميع في البحث عن شاحن (سامسونغ) ..لديه مثلا أسهم في(بوينغ ) ويريد مراقبة البورصة العالمية , أم أنه مثلا على إطلاع مهم بما يحدث في المنطقة وقد يأتيه هاتف يطلعه على التطورات في المنطقة , طلبا للإستشارة ..أم أنه صديق حميم (لجون كيري ) ولا يريد أن يرسل له كيري رساله على (الواتس أب) ثم لا يرد عليه , وفي هذه الحاله يعتب كيري ...
داعش مثلها مثل القاعدة أزمة وسيتم حلها حتى الإقتصاد الأردني أزمة وتقبل الحل في حال إستقرار المنطقة وتواصل الدعم ..
ولكن أزمة الشاحن لدى الأردني لن تحل , إلا في حال عقدنا مؤتمرا على غرار مؤتمر جده , وطلبنا من شركة (سامسونج) أن تنتج بطاريات طويلة المدى ..
للعلم حتى أنا أبحث عن شاحن , لا قلبي يرن ...ولا حتى الشوق صار يأتيني عبر (مسج)....