أهم الأحداث هكذا هي مصر ورؤساؤها


ربما يسمع الشباب العربي أن النظام المصري كان قبل أن يصبح جمهوري كان نظام ملكي وكان هناك الملك فاروق وغيره من ملوك مصر أبناء وأحفاد احمد علي باشا وقد تم تجسيد ذلك في المسلسلات والأفلام السينمائية المصرية أكثر ما هو موجود في الكتب الدراسية المصرية حيث يمر عليها مر الكرام وربما لا يعرف شبابنا في العالم العربي شيء عن الثورة المصرية التي أطاحت بالنظام الملكي ربما لا يعني إلى شبابنا

شيئا اسم " محمد نجيب يوسف قطب القشلان ". رغم أنه كان أول رئيس جمهورية مصر العربية وحامل أعلى رتبة عسكرية وقائد مجلس الثورة الذي قضى على الملكية ونفي آخر ملوكها.
صحيح أنه لم يستمر في دفة الحكم إلا القليل من الوقت ليتم عزله من الرفاق ووضعه رهن الإقامة الجبرية بعيدا عن الأضواء لمدة 30 سنة ، محرم عليه حتى الخروج أو مقابلة أشخاص خارج أسرته .
قد يتساءل المرء أي ذنب ارتكبه محمد نجيب ليلقى هذا المصير المجحف لمدة ثلاثة عقود كاملة حتى وفته المنية مهجورا منسيا مشطوبا من ذاكرة الناس حتى أنهم فوجئوا بإعلان عن وفاته في 28 أغسطس عام 1984. رغم أنه كان أول حاكم جمهورياً وصاحب إعلان المبادئ الثورة المعروفة ودوره البطولي في حرب فلسطين وشخصيته المحببة بين أفراد القوات المسلحة وعامة الناس.
ربما كانت هذه الصفات الحميدة أيضا سبب في ماساته بعد أن تم اختياره ليكون رأس الحربة للثورة المصرية لتخلص من النظام الملكي وإعطاء لهذه الثورة مصداقية أمام الرأي العام ثم تم التخلص منه بعد عبور تلك الثورة إلى شاطئ النجاح وتحوله من قائد ثورة يوليو إلى ضحية الثورة نفسها.
ومن صدف الأمور إن إقالته تمت بطريقة محزنة لم يتلقاها الملك المنفي نفسه ، الذي أطلقت على شرفه 21 طلقة مدفعية أما اللواء محمد نجيب قائد الثورة فلم تؤدي له حتى التحية العسكرية وهو يودع مكتبه إلى منفاه في فيلا زينب الوكيل, بل وجري التنكيل بهذا الرجل إلى درجة أن أحد الحراس تجرأ و ضربه علي صدره وفي نفس مكان الإصابة التي تعرض لها في حرب فلسطين عام 1948 ، حادثة دونها اللواء محمد نجيب في مذكراته
حتى هذا المنفى الذي كان مجبر على تركه بعد الحكم القضائي الذي حصل عليه ورثة هذا العقار.
رغم القسم عبد الحكيم عامر له ، نيابة عن قيادة الثورة ، بان إقامته في هذه المنفى لن تزيد عن بضعة أيام ليعود بعدها إلي بيته, لكنه بقى فيه حتى رحيله إلى الرفيق الأعلى.

زعيم بهذا الحجم ينهي أيامه في غرفة مهجورة مهملة يملك فيها سرير ومجموعة من الكلاب الوحيدة التي بقت وفية له ، تؤنس وحدته بعد أن هاجره الكل . ولم يسمح له حتى حضور جنازة أحد أبنائه المتوفين .
تجاهل هذا الرجل استمر حتى بعد عفو الرئيس السادات عنه عقب حرب أكتوبر 1973.
لكن اللواء محمد نجيب ، الذي كان نسيا منسيا طوال ربع القرن زائد خمسة سنين استفاد من جنازة رسمية وحمل جثمانه على عربة مدفع إلى مثواه الأخير ، جنازة ذكرت الناس بأن كان لمصر أول رئيس جمهورية و كان رأس حربة في إطاحة بالنظام الملكي جنازة طويت صفحة رجل قاد أهم حدث عرفه العصر الحديث .
لقد رحل الرجل في هدوء يوم 28 من شهر أغسطس عام 1984 عن عمر يناهز 82 عاما تاركا مذكراته لتتذكره الأجيال بعد تم محو اسمه وسيرته من كتب التاريخ و الكتب المدرسية .
ربما لا يعرف الناس وأهل مصر والسودان ولا شبابنا العربي بأن محمد نجيب يوسف قطب القشلان" من أب مصري و أم سودانية وكان محبوبا صاحب مبادئ وقيم أخلاقية مسلم سني متمسك بتعاليم الإسلام كان مقربا من الأخوان المسلمين هذه الصفات منعته من الارتقاء إلى مناصب عليا في عهد الملكية رغم أنه كان مرشحا ليكون وزيرا للحربية، تخوفا من هذه الشعبية , تم اختياره ليكون رأس الحربة للثورة للإطاحة بالنظام الملكي وإعطاء لهذه الثورة مصداقية أمام الرأي العام ثم تم التخلص منه

ليستلم سمسار مصر الدعي المدعي بالقومية والعروبة الغادر الرئيس جمال عبد الناصر الشيعي وزوجته الشيعية من أصول إيرانية الذي اعتبره مسؤول عن ضياع فلسطين ان الخطب الحماسية والشعارات العالية الهمة الفارغة من المضمون صعبة التطبيق لا تهزم الأعداء لقد سلم هو وزبانيته فلسطين مفروش وقادة طائراته يتجرعون الخمور ويمارسون الرذيلة ويقولون أنهم ضباط الأحرار عبدت الفرج والكأس والدولار وهذا ما يدعوني بأن أقول ما أشبه البارحة باليوم اليوم السيسي وبالأمس مرسي وقبله حسني وحلل ما يا.....محلل.

موسى محمد علاونه Alawneh.mousa@yahoo.com 
المحلل السياسي والاقتصادي الدولي