د. محمد جميعان يكتب لاخبار البلد : اذا كان الفساد جريمة فان الابتزاز للفاسدين خيانة

 


اذا كان الفساد جريمة فان الابتزاز للفاسدين خيانة


 

 

د. محمد احمد جميعان

الفساد آفة يتخطى تاثيره اي جريمة ولو كانت بحجم الدم .لان الجريمة مهما تعددت تقتصر على من يقدم عليها بدوافعه وقدراته على التنفيذ.

ولكن الفساد يطال المجتمع كله ينخر به كالسوس في شبكات متداخلة تفسد الاخرين وتشيع وتفسد الاذواق .

وقد يصبح مستاغا تألفه النفس وتدافع عنه دون ان تلتفت الى ما يجري وما يصيب الاخرين به من ظلم وقهر واعتداء على الحقوق. 

ومع كل ذلك يبقى الفساد على عظمه وفحشه خاضع للارادة والحزم والاصرار والاقدام والنية الصادقة على مكافحته والوصول الى اوكاره.

ولكن ابتزاز الفاسدين وممارسة الخاوة ( والصلبطة ) عليهم لانقاذهم من الغرق او الفضيحة او يد العدالة او تلميعهم هو ابشع من الفساد نفسه وهو يرقى الى جرم الخيانة للمبادئ والخلق بل والدولة ونظامها السياسي والقانوني .

وان ستخدام قضايا الفساد وشعار مكافحة الفساد والجهر به من اجل ابتزاز الفساد  واهله وحيتانه ومؤسساته هو الاعظم والاظلم والاسوأ الذي يجب ان نتنبه له ونصحوا عليه ونمسك بالايدي التي تمارسه لانه اكثر ظلما وقهرا وبلطجة من الفاسد والفساد نفسه , بل وان المبتز الذي يمارس صنعته في الابتزاز هواكثر افسادا وحماية للفساد من خلال استغلاله واستثماره .

ولهذا فاذا كانت محاربة الفساد فرض كفاية تتولاه الدولة التي تملك القوة والشرعية والقضاء والمعلومات ومن الشعب الذي بمقدوره بما اتيح له من معلومات ووثائق ووسائل ضغط وحرية االتعبير بكل وسائله وسبله وتقديم المعلومات  مهما قلت ، فان مكافحة الابتزاز والمبتزين فرض عين على الجميع ..

ولهذا لن اكون للمبتزين نصيرا لان الابتزاز اعظم من الفساد نفسه واكثر تخريبا....

drmjumian@yahoo.com

http://majcenter.maktoobblog.com

0795849459/ خلوي