صحيفة الرأي : فرقة إعدام من رجل واحد
صحيفة الرأي : فرقة إعدام من رجل واحد
تشهد صحيفة الرأي الأردنية فوضى صحية،انطلقت بعدما فاضت كأس الصبر للصحفيين،في ظل وباء التجهيل الإعلامي الممنهج، القائم على الوسطات والمحسوبيات والفساد والإفساد ،والذاهب إلى أولوية بناء مزارع المسؤول الإعلامي الأول الخاصة وتحصينها،بمقابل وأد وهدم الصرح الوطني الأردني الشامخ،مع انه لا يفقه من الصحافة وفنونها شيئاً اللهم خلا القمع والديكتاتورية التي ترفض سماع صوت الصحفيين وجمهورهم.
انتفاض الإخوان والأصدقاء والزملاء في الرأي ،هو ردة ايجابية للمهنية بمقابل الجهل،البناء بمقابل الهدم،الترابط بمواجهة التشرذم التي تقوم عليها إدارة الرأي العزيزة .
الناظر لصحيفة الرأي منذ أن استلمت قيادتها هذه الإدارة زمام إدارتها،سيجد أنها تراجعت بل وصلت إلى منحدر وأوشكت على الانهيار،ولو أردنا أن نشبهها لشبهناها بالصحف المصرية والتونسية ولليبية التي تدعي الوطنية وهي منها براء براءة الذئب من دم يوسف.
تتعطل عجلة الجسد الصحفي الأردني في الرأي،وبتالي في صحفنا الأردنية،ان زكمت الرأي عطست الصحف الأردنية جميعا،نتيجة المرض والظلم لذي طالها وكدرها من قبل القائمين عليها.او بالأحرى المسيطرين عليها.
اعتصامات صحيفة الرأي ليست عبثيه كما يروج البعض ، بل هي منهجية مدروسة تهدف لتطوير عمل الصحيفة من خلال تخليصها من الرعاية الابوية التي تشكلها الإدارة الحالية.
لقد فاضت كأس الصبر كما قلنا،بسبب رئيس التحرير ،الذي لا ينظر إلى سواه ، خاصة وانه يلتصق بالكرسي من سنوات عجاف حالت دون قدوم سنوات يانعات مثمرات.
صورة الرأي اليوم تشبه صورة الزعيم العربي الذي يرفض التنازل ويرفض التنحي او التزحزح عن كرسيه،حتى الرمق الأخير ،بل حتى ولو تطلب "تنطنيش الجميع" بمقابل نظريته السلطوية ... القائمة على أسس انأ أفكر أنا موجود ..إذن أنا لست بحاجه لأحد .
تتلاشى رائحة الحبر والورق من أروقة الرأي العزيزة دون أن تحرك هذه المشكل خليه واحدة في مديرها ورئيس تحريرها للأسف الشديد، وكأنما الأمر لا يعنيهم.
يتوقف الأكسجين الصحفي بعدما توقفت او لنقل صراحة تعطلت الإمدادات للصحفيين لا من اجل التقشف وتقليل المصروفات بل من اجل توزيع هذه المكتسبات على أسماء محدده.ولتطبيق الفكرة ترفض رئاسة التحرير السماع لمطالب المعتصمين،فكان ولابد من إخراج الخلاف الى العلن.
هل أخطى صحفي الرأي إن أعلنوا رفضهم سياسات الرئيس القائمة على أساسا على تقريب فئة مستفيدة معينة،بالمقابل وإقصاء غالبية محققة، هذه التصرفات لا تتناسب مهنيا مع الواقع الرأي الصحفي الذي يناسب التطور ولتقدم،ويرفض التقوقع والركود. هذا الأمر من صنع الإدارة الحالية التي لعبت بمصائر العشرات من كوادر الرأي وفق وصفة خطرة جدا قادت الرأي للتراجع،وأسهمت بشكل كبيرا جدا في تكبير مزرعة التفريخ لكتاكيت الصحافة وضمها لمزرعة خلفية الإدارة و الرئيس بغية تطوير أساليبها المصلحيه ومكتسباتها المالية على حساب الرأي الصرح والوطن .
في عين السياق جاءت تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة الصحفي طاهر العدوان لا صله لها بالواقع الفعلي ،فهي لا تحمل في ثنياها أي عملية جراحية تقوم بها الحكومة لاستئصال السرطان المسيطر على الجسد الصحفي،ويحؤول دون اخذ هذا الجسد سلطته ومسؤوليته المهنية.
لا يشعرنا الاعتصام الذي يقوده قادة الرأي العام وضميره"الصحفيين" في ساحة محمود الكايد الا بشي من الحزن والفرح في آن واحد ،حزن نتيجة الأوضاع المأساوية التي وصلت اليها صحافتنا ،وفرح نتيجة انطلاق انتفاضة تصحيحية لتعديل مسار العمل الصحفي القائم على فعل الحرية بعدما تم تعطيله من قبل البعض وفق سياسات الترغيب والترهيب أخذت المهنة بين رجلها .وفق وصفاتها القائمة على ثقافة محدودة ،ومبنية على حس امني بحت.
في النهاية لابد من القول أننا مع كل حراك يقود الى التطوير والتقدم ويسهم في تغيير أحجار اللعبة التي ملها الرأي العام الأردني ومن أساليبها القائمة على أسس التهميش والتنطنيش والترغيب والترهيب والتهديد بقطع الأرزاق وبتالي الأعناق أن خرج حر وقال لا بوجهها. الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركه.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com