الفوضى الأنتقامية


في الشرع الأسلامي لا يجوز قتل انسان خارج إطار القضاء ويعتبر ذلك جريمة شنعاء ، كما ان القتل خارج اطار القضاء جريمة ايضا وفق القوانين الدولية و مبادئ حقوق الانسان .
قال الله تعالى " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه ولعنه وأعّد له عذابا عظيما ".
لكن النظام الحاكم في عمان مصرّ على ارتكاب جرائم قتل المواطنيين مطلوبين و غيرمطلوبين في الشارع العام و خارج إطار القضاء رغم النصائح المتكررة التي وجهها له المخلصون من ابناء هذا الوطن ، لكن لا حياة لمن تنادي .
إزاء اصرار النظام على عقليته الاستبدادية المتخلفة المغرورة بسلطان القوة ، وجد النظام نفسه وجها لوجه امام ردة الفعل الانتقامية القوية من الاهالي في " معان " بعد تعرضهم لفترة طويلة لتجاوزات النظام للقانون و اطلاق النار على المواطنيين بشكل عشوائي و مداهمات نتج عنها حتى الآن قتل أكثر من 12 مواطنا بريئا لا علاقة لهم بمطلوبين ، اما رجلا كان ذاهبا إلى المسجد فتوافق ذهابه مع معركة النظام في الشارع العام فأصيب بطلق عشوائي كان فيه حتفه ، أو امرأة ترقد مطمئنة في غرفة نومها فاذا بهم يقتحمون عليها بيتها فتصيبها طلقات في صدرها ثم بعد حين إلى رحمة الله ، أو شابا على نفس الشاكلة تجده فجأة غارقا بدمائه مثل " قصي الأمامي" .
كثيرة هي القصص الحزينة لأبرياء قضوا بسبب فوضى النظام و تجاوزه للقانون و اصراره على القتل خارج اطار القضاء ، فكانت ردة الفعل من أهل معان " فوضى انتقامية " عارمة دفعت بالاهالي إلى الشوارع فحرقوا مباني حكومية و خربوا أخرى كالكهرباء و الأتصالات و البنوك و المدارس و مؤسسة الاقراض الزراعي و الأحوال المدنية ، و تطورت " الفوضى الانتقامية " عند هؤلاء المواطنيين المظلومين المقهورين إلى اطلاق النار على المباني الحكومية و على رجال الامن العام و الدرك فقتل أحد الضباط الدركيين و اصيب قبله أخرون .
لم تقتصر فوضى النظام هذه و تجاوزه للقانون و اصراره على القتل خارج اطار القضاء على مدينة "معان" وحدها بل تعداها الى مدن و بلدات اردنية أخرى لا يتسع المجال لحصرها كان اخرها قبل يومين في " الباعج " في محافظة المفرق اذ قامت قوات النظام باطلاق النار على احد المواطنين في الشارع العام فأردوه قتيلا .. وما ان خرج الأهالي على صوت الرصاص ورأوا ابنهم يسبح في دمائه حتى هاجوا و ماجوا ففرت قوات النظام سريعا من وجه الأهالي الغاضبين فكانت ردة فعل الأهالي " فوضى انتقامية " عارمة و شديدة طالت كل المباني الحكومية حرقا و تخريبا وهاهي " الباعج " تعيش في ظلام دامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي و رحل بعض أهلها عنها وقد قيل ان الاهالي رفضوا استلام جثة الفقيد حتى معرفة الجناة .
من المؤكد ان النظام الذي لا يصغي لنصيحة الناصحين فانه قطعا لا يخطر بباله ان يستشير خبراء مختصيين في اجهزته قد يكون لديهم علم بان لكل فعل رد فعل ربما يكون في نفس اليوم أو يتراكم فيحتقن ثم ينفجر فجأة .
إن الفوضى التي يمارسها النظام بتجاوزه للقانون
و اصراره على القتل خارج اطار القضاء سيقابلها يوما ما من الشعب " فوضى انتقامية " عارمة .
إن " الفوضى الانتقامية" هذه هي مشاعر محتقنة من الشعب أججها النظام بممارساته الخاطئة و تجاوزه للقانون بقتل ذويهم اما قصدا و عمدا أو عشوائيا فانفجرت في وجهه.
هذا ما حدث في معان و الباعج و أظن أنه قد آن الأوان لكي يدرك النظام و أجهزته ان خروجهم عن القانون و اصرارهم على القتل خارج اطار القضاء يجب ان يتوقف فورا لأنه هو الذي فتح باب
" الفوضى الانتقامية " .
اما اذ ما استمر النظام مصرا على عقليته الاستبدادية المتخلفة المغرورة بسلطان القوة فإن سلوك النظام هذا سيدفع الشعب دفعا " للفوضى الانتقامية " وربما بشكل أوسع و أشد مما حصل في معان و الباعج ... فهل مِن مُدّكِرْ ؟؟
ضيف الله قبيلات