داعش بين التهويل والتهوين
لا أحد يستفيد من التهويل والمبالغة في الحديث عن أخطار التنظيمات المتشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية على الأردن، فتكلفة التهويل هي نفسها تكلفة التراخي والتهوين.
للمبالغة أضرار يعرفها الجميع، خصوصًا عندما تصدر عن "العدو الإسرائيلي" واللاعب الأمريكي المتكاذب المتحايل حيث لاحظنا تركيزا كبيرا في الخطابين الأمريكي والإسرائيلي على أخطار محيقة بالأردن تحديدا.
وللتهوين تداعيات قد تكون سيئة أيضا… لذلك يبقى الحذر واجبا مع التعامل بثقة بالنفس في الحالة الأردنية حيث لا أسباب ولا موجبات يمكنها ان تبرر اي أعمال عنيفة أو عدائية أو حتى اختراقات.
التطرف يتغذى على الإقصاء والتهميش ووجود فساد واستبداد، وأحسب أني سمعت من رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور تشخيصًا يتفق مع هذا الاستخلاص، حيث العمل بعدالة في المجتمع حتى لا تحصل خروقات ولا إختراقات.
الأسئلة العالقة هي التي تثير نزعة العنف والتشدد في اي مجتمع، والخبرة الأمنية متمرسة في الأردن مع إيمان الأردنيين بدولتهم وترابهم، ويمكن فعلا لسلسلة إصلاحات واستدراكات سريعة وجذرية وصادقة أن تحتوي وبسرعة أية محاولات خارجية للاختراق باسم التطرف.
شخصيًا مازلت أشعر بالارتياب الشديد عندما يذرف الإسرائيلي تحديدا على الأردن "دموع التماسيح".. هنا ايضًا وجب الحذر كما وجب عندما تأخرت الكثير من التأملات والمعطيات التي طالما حذرنا منها.
واحدة من مشكلات الإدارة في بلدنا طوال عمرها التكلس والخمول والتمسك بنظريات بائسة وسقيمة نفعت في الماضي من دون ضمان لنجاحها في المستقبل.
المرحلة تتطلب قواعد لعب "نظيفة" هذه المرة وقرارات جراحية طارئة وجريئة… بهذه الطريقة يتحصن مجتمعنا ونواجه أخطار "داعش" او غيرها في وقت سيتكفل النشامى بالتفاصيل الأمنية والعسكرية… من دون ذلك سنراوح مكاننا وتتكرس مجددا برامج وأدوات "الفهلوة" السياسية التي أذاقتنا المر والعلقم.