احتفالية الحياة

           لو كانت الحياة شجرة، لتوزعت المراة على وريقاتها، واصبحت قطرات الندى المبثوثة فوقها مراة الحياة،المراة هي الظلال الذي يفترش الاديم.

لو كانت الحياة بحرا، لتوزعت المراة بين العشب، تلامس المويجات، وهي صوت الامواج العاتية،معلنة السلام في كل مكان.

لو كانت الحياة نسمه، لكتب الشعراء قصائدهم عن عذوبتها وحنانها.

لو كانت الحياة غابة، لوجدنا روح المراة في كل بقعة من ارضها، وفوق اشجارها، وبين ثمارها.

                                                   (2)

هنا يحتفلون بها،وهناك يقيمون لها التماثيل، وفي القلوب تمور، لانها قصيدة الالق والصبر، لانها تريد ان تقول، فتصمت او تريد ان تحب فتنثر ابتساماتها فوق الجميع، وتريد ان تعطي، فتبذل المزيد، وعندما يريد الاخرون ان يحبوا تمنحهم دفئ الامومة، وفي عطاء الاخرين تتواجد بكل ماتستطيع، تتسابق مع الاخرين، لتبقى الرمز المعطاء، والصورة والاطار، والكلمة والحرف.

                                               (3)

تعرف الجميع، وقد لايعرف مايدور في دواخلها الا قلة من الناس، وبقدر ماتعرف فانها تتطوح حزنا وقد تغمرها موجات الالم، وتهب عليها رياح الاسى لسبب او اخر، الا انها تنوء بالاثقال، دون ان يسمع لها الاخرون صوتا، واذا ذرفت الدموع، فان نيشان الحياة يتمايل امامها، فتسيل دمعة هنا، واخرى هناك، لانها تدرك احتفالية الحياة .

                                         (4)

يرددون ان وراء كل رجل عظيم امراة، ولا احد يستطيع ان يغور في اعماق القوة التي تصنع المراة العظيمة، لانها تختار الاشياء القوية، وان بدت ضعيفة، حالمة، ترفرف فوق رؤوس الجميع مثل حمامة السلام.

                                            (5)

ربما يقترب منها الحزن،

وربما تقترب منه،

وقد يصدمها ظلام،

وتصدم غيمة،

الا انها لاتتحول الى عالم حزين، ولاتقبل البقاء تحت جنح ظلام دامس.

لانها تدرك ان يومها وساعاتها تحرك احتفالية الحياة.

                               (6)

عبثا يحاولون جرجرة المراة الى لحظة اسنة، وعبثا يحاول البعض رميها في اتون الخسران، فلا خسارة تدوم معها، ولا لحظات الاسى تلازمها، لانها احتفالية الحياة.

ولوكانت الحياة شجرة وبحرا واشراقة ونسمة ربيعية لقالوا انها المراة، وانها احتفالية الحياة.