كل عام والنساء بخير
إنه عصر الثورات إذا ، فهو يحمل بعض حماس ثورات 1848 والكوميونات التي غزت أوروبا واسست فيما بعد للثورة البرجوازية ضد مخلفات الإقطاع وسيطرة الكنيسة ، كما يحمل معظم سمات ثورات 1968 الطلابية التي حاولت تغيير وجه العالم ، لكنها تراجعت ، وتحولت الى مجرد ذكرى...،،
لم تطالنا تلك الثورات في العالم العربي ، ففي ثورات القرن التاسع عشر ، كنا منهمكين في تجميع الضرائب لدفعها للملتزم العثماني ، بينما عام 1968 كنا منهمكين في لعق جراحنا البالغة التي سببناها لأنفسنا في عام ...7691.وما نزال.
جاءت ثورات هذا العام التي بدأت قبل نهاية الشهر الأخير من العام المنصرم لتؤكد لنا اولا وللعالم ثانيا ، أن الشعوب قد تنام وقد تغيب عن الوعي طويلا ، لكنها أبدا لا تموت.وها هم الطغاة يتساقطون الواحد تلو الأخر ، وها هي التراجعات في الصفوف المعادية للشعوب نراها تحصل في كل مكان ، وهي في ذات اهمية ، ان لم تكن اكثر أهمية من سقوط الطغاة.
انكسر الحاجز النفسي ، وطق شرش (الخوف) ، وتبين للشباب الجديد أن الطغاة هم دائما نمور من ورق ، وأن الورق سريع الإشتعال ، وأن هذا الشباب الذي لم نفهمه يوما ، كان يخبئ جمر التمرد والثورة بيده ، وأوقد بواسطته مشعل الثورات حينما دقت الساعة.
اثبت شبابنا العربي الجديد للعالم ..أننا لم نعد مجرد صدى لما يحدث في العالم ، بل اننا يمكن ان نكون مركز اشعاع ، وأن هذه الثورات الشبابية مرشحة لأن تجتاز العالم بأسرة ، بعد أن تتجاوز عقدة المجنون مريض ليبيا ، الذي نجح في رشوة اوروبا وأمريكا والصين في أن لا تتخد مواقف سريعه ضده.... انهم يتبعون المجنون لأنهم لصوص مال الشعب بالشراكة معه ..فقط لا غير .
وفي يوم المرأة العالمي ، لا بد للمرأة العربية أن تطرح قضيها على المحك ، وأن تترافق شعارات تحرير المرأة مع شعارات تحرير الشعوب ، لا أن تكون بديلا عنها ولا أن تتراجع بداعي أنها قد تبعد الأضواء عن شعارات تحرر المجتمع بأكمله.
المرأة العربية نسيت شعاراتها كثيرا لصالحنا ، وحاربت مع الرجل في جميع ثوراته وشاركته جميع نكساته وانتصاراته ، لذلك يحق للمرأة العربية الآن النضال من اجل مكتسبات حقيقية ، وليس من أجل كوتات بائسة في برلمانات أكثر بؤسا.