لا حاجة للخوف والهلع
لا يختلف الخطر الذي يلوح الآن على الدولة كثيرا عما أحدق بها مطلع السبعينيات، إذ إن ذاك استهدف الدولة ونظامها ومثله هذا الذي يجري الحديث عنه اليوم وبات يؤرق البعض ولكن ليس العالمون ببواطن الامور. وفي تلك الفترة تقدمت دبابات سورية نحو الاردن لفرض واقع معين غير انه تم قصفها بالطائرات وسرعان ما اجبرت على الانسحاب. وبموجب رويات تاريخية ان الرئيس عبد الناصر حذر سورية انذاك من مغبة التدخل بالشأن الاردني الا ان المحاولة تمت وفشلت بسرعة ولم يسمح بمرورها لما تبين انها خطيرة وتهدد امن المنطقة.
في حلقة من برنامج شاهد على العصر كان ضيفها نذير رشيد الذي تسلم اكثر من منصب حساس اجاب عن سؤال حول تلك الفترة السبعينية بأن القلق كان كبيرا والتخوفات شديدة من مجمل التطورات التي منها التدخل السوري، وقال ان الاستعدادات للمواجهة كانت كبيرة ايضا الا انها لم تكن بالقدر الذي يلغي المخاوف، ثم قال انه توجه للقصر للبحث بالموقف وسماع الرأي والمشورة وقد ظن ان المخاوف ستكون اكثر ما يكون بالقصر وانه تفاجأ لما وجد الامور هادئة والاطمئنان هو الذي يسود والثقة عالية بعدم مرور استهداف الدولة ونظامها وهذا ما تم في النهاية.
هناك متغيرات تمت خلال العقود الاربعة الماضية، وهي كلها هامة وبعضها قلب الاشياء رأسا على عقب، وخلالها ايضا تغيرت العديد من انظمة الحكم، وقد شهد العقد الحالي الكثير منها ايضا غير ان الاستقرار ميز اكثر ما يكون الاردن ودول الخليج والمغرب، وهذه الدول امنة اكثر ما يكون لطبيعة الانظمة الملكية فيها، وكذلك بسبب مستوى علاقاتها الخارجية وما تحضى به من تأييد وحرص على سلامتها.
موقع الاردن يجعله في بؤرة الاحداث دائما، ورغم الذي يجري في سورية والعراق وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال، وكذلك ما حدث في لبنان واستمر سنوات، وما يجري الان في مصر وغيرها، رغم كل ذلك فإن الامن فيه لم يتزعزع وكذلك الاستقرار، فما الجديد الذي يتخوف منه البعض طالما قواعد الدلة هي نفسها من قبل ومن بعد والان ايضا.