«حيرتونا».. الاقتصاد بخير أم «لا»

أخبار البلد - عمر عياصرة

الحكومة اليوم تتباكى على الاقتصاد رغم أنه لم يفت أسبوعان على وجبة المديح التي كالتها للاوضاع الاقتصادية في بلدنا تحت عنوان إنجاز وتقدم وغيره. هذا الانقلاب في الخطاب لم يأت من فراغ بل هناك مبررات واسباب موضوعية يمكننا من خلال فهمه وبالتالي الوصول لحقيقة اقتصادنا وما يمر به.
رئيس الوزراء بارع في «النطنطة» من النقيض الى النقيض، لكنه بالمقابل لا يقفز من مكان الى آخر إلا بأهداف وغايات محددة وواضحة.
اليوم يتباكون على الاقتصاد وتحول المشهد من الاشادة والتفاخر التاريخي بالانجاز الى تباكي وعويل وتحذير عميق من تداعيات الحالة.
طبعا الرسالة الاقتصادية التشائمية التي يمارسها الخطاب الرسمي موجهة للخارج تحديدا للخليج الذي يتلكأ في تقديم الموعود من المنحة الخارجية.
كما أن ثمة أدوارا سيلعبها الاردن اقليميا في المرحلة المقبلة –أقصد الحرب على داعش– وهو دور تريده لنا دول المساعدة الخليجية مما يفسر طريقة الحديث الجديدة ومبرراتها.
أما حديث الحكومة السابق عن الانجاز الاقتصادي وتجاوز عنق الزجاجة فهو كلام موجه للداخل الاردني وعلى شقين رئيسيين مختلفين.
الشق الاول لخصوم الحكومة من النخب السياسية انها انجزت وباقية ومستمرة اما الجهة الاخرى في للناس وهنا تبرز لغة الاستهلاك وزعم النجاح والاستقرار.
الخطابان المتناقضان للحكومة دليل على أن الازمة الاقتصادية تخنق الدولة وانها مستمرة، لكن المكابرة ضاعت في سياقات «النطنطة» ويكفي أن نفهم.