الأردن في تقرير التنمية البشرية

أخبار البلد - ابراهيم غرايبة
 
يُظهر تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية تطورا غير عادي في ترتيب الأردن في سلم التنمية البشرية، إذ انتقل من المرتبة 100 في العام 2013 ليحتل المرتبة 77 في العام 2014. ويبدو أن ثمة فرقا كبيرا في الناتج المحلي الإجمالي بين العام 2014 والأعوام التي سبقت. والتقرير يشير على أي حال إلى الفروق بين التقديرات الوطنية وتقديرات التقرير.
فالناتج المحلي الإجمالي الأردني كما أخبرني
د. معن النسور، يساوي حوالي 40 مليار دولار، وكان في العام السابق حوالي 38 مليار دينار، أما احتسابه في التقرير الأخير بـ72 مليار دولار فهذا يعود الى احتساب تعادل القوة الشرائية.
عدا عن هذه الملاحظة الفارقة في التقرير، فإن التنمية البشرية في الأردن تبدو في تحسن بطيء بالنسبة لدول العالم. فرغم أن مؤشر قيمة دليل التنمية يرتفع عاما بعد عام، إلا أن ترتيب الأردن يتراجع عاما بعد عام؛ ذلك أن الدول تتحسن مؤشرات الرفاه والتنمية لديها بوتيرة أسرع، ما يجعل الأردن يبدو في تراجع!
حسب تقرير العام 2013، كانت قيمة دليل التنمية في العام 1980 تساوي: 0.545، ثم ارتفع المؤشر في العام 1990 إلى 0.592، وفي العام 2000 إلى 0.650، وفي العام 2005 إلى 0.684. ولكن تقرير العام 2014 يظهر مسارا مختلفا للتطور. ولكن في المجمل، فقد كان دليل التنمية البشرية يؤشر على تحسن مطرد. أما ترتيب الأردن، فقد كان في المرتبة 70 بين الدول في العام 1990، وظل في تراجع عاما بعد عام ليحتل المرتبة 100 في العام 2013.
يقيس التقرير التنمية البشرية في الدول من خلال مجموعة من المؤشرات في التعليم والصحة والناتج المحلي الإجمالي، ويخصص لكل عام قضية من قضايا التنمية. وقد كانت هذه القضايا على التوالي منذ العام 1990: مفهوم التنمية البشرية وقياسها؛ تمويل التنمية البشرية؛ الأبعاد العالمية للتنمية البشرية؛ مشاركة الناس؛ أبعاد جديدة للتنمية البشرية؛ التنمية البشرية والمساواة بين الجنسين؛ النمو الاقتصادي والتنمية البشرية؛ التنمية البشرية والقضاء على الفقر؛ التنمية البشرية والاستهلاك؛ العولمة بوجه إنساني؛ حقوق الإنسان والتنمية البشرية؛ توظيف التقنية لخدمة التنمية البشرية؛ تعميق الديمقراطية في عالم مفتت؛ أهداف التنمية للألفية: تعاهد بين الأمم لإنهاء الفاقة البشرية؛ الحرية الثقافية في عالمنا المتنوع؛ التعاون الدولي على مفترق الطرق: المعرفة والتجارة والأمن في عالم غير متساو؛ ما هو أبعد من الندرة: القوة والفقر وأزمة المياه العالمية؛ محاربة تغير المناخ: التضامن الإنساني في عالم منقسم؛ التغلب على الحواجز: قابلية التنقل البشري والتنمية؛ الثروة الحقيقية للأمم: مسارات في التنمية البشرية؛ الاستدامة والإنصاف: مستقبل أفضل للجميع؛ نهضة الجنوب: تقدم بشري في عالم متنوع؛ المضي في التقدم: بناء المنعة لدرء المخاطر.
تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية مناسبة سنوية تراجع فيها الدول والمؤسسات العامة والمجتمعية إنجازاتها وقصورها، ويستحق أن يكون موضوعا للنقاش العام في وسائل الإعلام والندوات والمؤتمرات. ومن المناسب أيضا أن يخصص مجلس الوزراء إحدى جلساته لمناقشة التقرير وملاحظة موقعنا في التنمية البشرية والرفاه، وما يمكن أن نعمله أو نتجنبه.