حكاية مع ملح الطعام
أخبار البلد - كامل النصيرات
زوجتي «أم وطن» تعرف تماماً أنني أحب الأكل «غير المايع»؛ يعني لازم يكون الملح ظاهرا بالطعم قليلاً ..قليلاً فقط ..ولا أقصد أن يكون الأكل مالحاً ..كلّ مرّة -»يهديها الله»- تمنّ عليّ قبل أن تطبخ ..وركزوا على قولي «قبل أن « ..نعم تمنّ عليّ بأنها ستطبخ لي أكلة آكل «صوابعي» من وراها ..ومنذ زواجنا للآن صوابعي ما زلن مكانهن ..
المهم : تمنّ علي -أيضاً- بأن الملح سيكون مزبوطاً و تمام التمام ..و بعد أن تكون الطبخة جاهزة وأمامي ..تحدث هذه التفاصيل التي أضعها أمامكم ..أم وطن واقفة فوق راسي كعسكري متأهب للاقتحام ..تسألني قبل أول لقمة : آه ؛ كيف ..؟ نضحك سوياً ..أتناول ثلاث أربع لقيمات ..أنظر إليها وأنا أبحث عن عبارات تخفيفيّة ..فأقول : إيدك زالّة بالملح شوية ؛ شوية بس ..!! على السريع تقول لي: لا مش مالحة ..بس البندورة حامضة واختلطت عليك الملوحة بالحموضة ..أؤيدها وأكمل مشواري الصعب مع الطبخة ..
وإذا قلت لها : ناقصها شوية ملح ..تقول لي على السريع أيضاً : الملح يرفع الضغط وأنا حريصة على صحتك ..وهات اللي يسكتها وهي تحكي بالطب ..فأقرّ لها ذلك ..أو انها تصرّ على أن البطاطا نوعيتها أبصر كيف وقد ما تحط ملح بتظلّ حلوة ..!! المهم ولا مرّة كان الحق على أم وطن ..
الغريب ..عندما تكون الطبخة ناقصها ملح؛ بطلوع الروح لمّا يجيبولي شوية ملح عشان أملّح على كيفي ..أما إذا كانت الطبخة مالحة فإن الملح بصحن صغير يسبق الطبخة على الطاولة وجملتها الشهيرة : خذ ملّحْ براحتك ..
شكراً أم وطن ..من أيّة حكومة خرجتِ ...؟؟!!