اسامه الراميني يكتب : الكوز ... الاعتذار لا يكفي

اخبار البلد - النائب محمد الكوز تجاوز بتصريحاته الثأرية والنارية تحت القبة كل حدود القانون نصوص الدستور والأعراف والأخلاق عندما وصف المشاركون بالمسيرات السلمية التي شهد لها الجميع الغريب قبل القريب بحضاريتها وسلاميتها وديمقراطيتها  لأنهم حاقدون وأنذال وأشرار مطالباً منهم التوجه إلى الجسر وليس إلى أي مكان أخر ولا اعلم لماذا طلب منهم أن يتوجهوا إلى الجسر وليس غالى العبدلي أو إلى الدوار الرابع .. تصريحات الكوز مرت مرور الكرام تحت القبة دون أن يحتج عليها احد فلن يتدخل رئيس المجلس فيصل الفايز ويمنعه من مواصلة مشوار الشتم وحلقة القذف والقدح بأبناء الشعب الطيب كما لم يتدخل أحدا من نواب الشعب ليطلب منه التوقف أو شطب ما قاله من إساءات واتهامات من محاضر الاجتماع وكان الجميع مؤيد لتلك العبارات الجارحة والحاقدة والتي لم نعتاد سماعها من أي كان .

 

ردت الفعل كانت قوية وكبيرة من وسائل الإعلام الذين انتقدوا تلك التصريحات وأدانوا صاحبها وحملوا مجلس الشعب المسؤولية عنا وتحديدا رئيس المجلس فيصل الفايز الذي صمت مثله مثل غيره في اليوم الأول بتلك التصريحات .

 

وأمام السخط الشعبي والغضب الكبير الذي انتاب الشارع بتلك التصريحات والتي لم يكن يتوقعها المجلس دفع الكوز لتقديم اعتذار صريح عما أورده من شتائم وألفاظ نابيه بحق أبناء الشعب المسالمين المطالبين بالإصلاح بالطرق السلمية التي كفلها الدستور والقانون لهم ثم يتدخل رئيس المجلس في اليوم الثاني بعد أن شعر بخطورة الموقف وحساسيته ليطلب بسحب تلك الكلمات من محضر الجلسة .

 

الكوز قال انه كان غاضبا جدا لما يجري وان مشاعره قد خانته على تلك الأوصاف التي أطلقها ولذلك فهو نادم على ما قاله ويعتذر أشد اعتذار لما بدر منه طالبا السماح كونه كان تحت تأثير الغضب الجارف ولا نعلم أن كان الغضب قد يدفع خيرت الخيرة من النواب لان يشتموا ويقذفوا ويسبوا الشعب بهذه الطريقة الحاقدة والتي تنم عن ثقافة هؤلاء وأدبهم وأخلاقهم .

 

التصريحات استفزت كل الشارع الأردني الذي هب هبة واحدة للدفاع عن كرامته وأخلاقه وسمعته وشرفه حيث قرر المشاركون تخصيص يوم الجمعة القادم ليكون جمعة الكرامة للكرامة من خلال مطالبتهم الصريحة لحل مجلس النواب  الذي اعتبروه عدو لهم وغير ممثل لطموحاتهم باعتباره مجلس مزورا ولا يحمل أي هموم لهم فيما لجا البعض الأخر إلى القضاء  لتحصيل حقهم الذي سلبه النائب والمجلس معا بصمته على الجريمة  التي شارك بها البعض وأيدها باعتبار أن ما قاله الكوز كان يمثل وجهة نظر ليس أكثر

 

وكم حمدت الله أن الكوز ليس وزيرا للداخلية أو مديرا للأمن العام أو مسئولا لقوات الدرك لكانت الأمور على خير ما يرام

 

وأخيرا على مجلس النواب بكل كتله وأفراده أن يصدروا بيانا يدينون به تصريحات الجنرال الكوز ويعلنون من خلاله الاعتذار للشعب الأردني بدلا من الاكتفاء بشطب تصريحاته من محاضر الجلسة .