طريقة عمل المقلوبة
بقلم: شفيق الدويك
وقفت مطولا عند عنوان مقال جديد لي بعنوان " على حافة الهاوية" ، و مضمونه يتناول قرار صديق لي له صلة بتركه العمل بعد أن أحس بأنه على حافة هاوية إما الموت فجأة أو الإصابة بجلطة بسبب ظروف العمل السيئة و غير المعهودة من قبل، في ظل تفرج حكومي على ما يحدث في مؤسساتنا من ظلم، و قد أعلمت صديقي العزيز الكاتب خالد عياصرة قبل قليل عن وقفتي تلك التي إمتدت لنحو أسبوع من الآن، و رد عليّ بأنه يعاني من نفس الحالة، أي حالة التوقف عن الكتابة و التشاؤم و عدم التفاؤل بالإصلاح ، و التي أصبح يعاني منها معظم الكتاب على المواقع الإلكترونية، و كأن قلمنا يعاني هذه الأيام من صعوبة في التنفس لنقص الأوكسجين الناجم عن تحول المقالات الى تكرار للشعارات و أماني صعبة التحقق بدل أن تكون محفزا على الإصلاحات التي يحلم المواطنون بها ليل نهار.
خطر ببالي بعد الدردشة أن أختار عنوانا سخيفا لهذا المقال لكي يشتد عود إستغراب الأفاضل القراء اليه، خصوصا و أن الإقليم بأسره يمر بحالات تسخين أو أو تأزيم أوغليان سياسي غير مسبوق و لا أحد من أصحاب الضمائر الحية لديه الرغبة في الأكل أساسا و هو يرى الدماء الزكية تراق ، و تزهق الأرواح الغالية بدم بارد و المجتمع الدولي بأسره يقف متفرجا مستمتعا بمشاهد عمليات القتل و التدمير، و كأن البشرية بأسرها قد أصيبت بالسادية أو مات الشعور لديها.
أودها همسة في أذن الأسرة الدولية، و أذن القادرين على وقف هذه المآسي الإنسانية التي هي ليست مشاهد من الحياة البرية على قناة تلزيونية: توجهوا الى الأطباء النفسيين سريعا لأنكم قد فقدتم سماتكم الإنسانية، و انا لا أعتقد بأن هناك فرق بينكم و بين الأب الذي بعد أن قتل إبنه بسبب خلاف بسيط رد على سؤال الصحافة : " هل كنت تحب إبنك ؟"، بالقول: " لم أكن أكرهه" ! shafiqtdweik@yahoo.com