الأردن وداعش ونتنياهو أيضاً

آخر أفلام بنيامين نتنياهو المحروقة أنه قرر وقف القتال في غزة؛ لأن داعش على حدود الاردن ويريد أن يتفرغ لها، وكاد الضعف أن يفضح كلامه، حين قال إن إسرائيل كانت تستطيع محاربة غزة خمسمائة يوم، وليس خمسين فحسب، وهكذا فهو يعلن ضمنياً قوة المقاومة الفلسطينية الخارقة.
كنا نتحدث عن صمود غزة أمام قوة اسرائيل، ويبدو أن علينا، بعد كلام رئيس وزراء العدو، أن نتحدث عن صمود اسرائيل امام قوة الفلسطينيين، فالرجل الذي كان تطرفه اساس صعوده في مسيرته السياسية يتحول الى حمل وديع، ويبحث عن اسباب وقف المواجهة.
ما علينا، فلم يعد يحمل ما يتحدث به نتنياهو الكثير من الجدية، ولكن علينا التوقف امام مسألة إقحام الأردن وداعش في الأمر مطولاً، فهو يأتي في سياق الكثير من التحليلات والتصريحات والتسريبات الغربية التي تُركز على خطر داعش على الاردن، وبالتالي فهي تمارس علينا ضغطاً ناعماً للتورط في حروب الاخرين.
قبل اسبوع، أعلن الملك بثقة ان الاردن جزيرة آمنة وسط محيط مضطرب ومجنون، وركز على قدرته الأكيدة على حماية نفسه، وبالتالي فنحن نفهم ذلك على اساس ان احداً لن يستطيع الضحك على عقولنا الراجحة، وإقناعنا بعكس ذلك، وليذهب نتنياهو وغيره إلى الجحيم وحدهم.