عذرا.. أيها المعلم الأردني
لا أعرف ثغرة يمكن ان تسمح بالمزاودة في مسألة وملف إضراب المعلمين، وما اعلمه شخصيا وضميريا أن المعلم كحارس الحدود والطبيب لا يجوز له التوقف عن العمل تحت أي / وكل الظروف.
المعايير النقابية المعتادة تصعيدا او تخفيضا في وجه الحكومة والسلطة نعرفها جميعا، لكن؛ عندما يتعلق الأمر بواحدة من أقدس المهن وأنبلها وأشرفها لا بد من حدود، فولدي ينبغي أن يتلقى حصته في موعدها الطبيعي وفرصته في التعلم والتعليم ينبغي ان لا تخضع لأية منافسة، سواء من حكومة تتجاهل المعلمين وتسيء إليهم، او من نقابة منتخبة ــ مع التقدير الشديد لهذه المهنة ورموزها ـ.
شخصيا؛ أفهم أن يتقدم المعلمون بمطالب ويناضلون ويضغطون من أجلها، فينزلون للساحات العامة والميادين ويرفعون اليافطات ويهاجمون نواب الأمة ويشكلون قوى الضغط ويتحدثون في كل المنابر المتاحة.
أفهم وأتفهم إصدار بيانات وعقد إجتماعات وندوات والإستعانة بالأحزاب وتحريض الناس لكن على أن يحصل كل / أو بعض ذلك بعد إنتهاء الدوام الدراسي والقيام بالواجب تجاه التلاميذ الذين لا ذنب لهم.
لست بصدد مناقشة موقف الحكومة السلبي تاريخيا من قضايا المعلم الأردني ولا موقف النقابة وتوازنات القوى بين أقطابها ولا حتى بصدد مناقشة مطالب المعلمين نفسها فهي دوما منصفة.
ما انا بصدده حصريا هو حق الأردني بان لا يتأثر التعليم بين الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر، على أن تبدأ جولات وصولات نضال المعلمين بعد هذا الوقت ونهاية الأسبوع.
ساعتها سنقف نحن أولياء الأمور في الشارع مع أصحاب المهنة الشريفة فنحن جميعا ندين بالفضل للمعلم ولا يمكننا إلا ان نكون معه بشرط عدم الإضرار بالتعليم فالعلم لا إضرابات فيه.
انا شخصيا أفهم مهنة التعليم على هذا الأساس وليغضب من يغضب، فالأطباء عندما يحتجون يبقون على المناوبات ويستثنون غرف الطوارئ ونحن نقول للمعلمين عليكم استثناء غرفة الصف، فهي لا تقل قداسة عن مهنتكم مع العلم بأني أسجل مساحة واسعة من الظلم والتهميش تعرض لها المعلم الأردني طوال عقود.