الى الأطباء الفلسطينيين فى أوروبا..كلمتين وبس


التذرع بأنكم لن تستطيعوا الى غزة سبيلا ماهو إلا هراء وكلام فارغ، ولن يشفى غليل جرحى ومصابين اكتظت بهم أروقة المستشفيات بعد أن عجت بهم الاسرة، وشد الرحال الى القطاع المنكوب بعد أن تضع الحرب الوحشية أوزارها أصبح كالنكتة السمجة، وإرسال الأدوية المنتهية الصلاحية أو تلك التى شارفت على الانتهاء ورغبة الشركات المصنعة فى الخلاص منها بشحنها الى بلادنا من حين لآخر تحت بند "التبرع" ماهو إلا ضحك على الذقون لأن القاصى والدانى بات يعلم بأن هذه الشركات النهمة ليست جمعيات خيرية.والقائمون عليها لايحملون بين اضلعهم قلوبا رحيمة.
وقفات الأطباء الفلسطينيين الاحتجاجية فى عواصم أوروبا وهم يرتدون المعاطف البيضاء ويضعون الكمامات على وجوههم ويحملون الشموع على أمل التأثير فى الرأى العام كما يزعمون، وقفاتهم تلك مثيرة للسخرية، فهم اول من يعى بأن هذه التحركات الهزيلة لاتسمن ولا تغنى من جوع، ولاتصلح حتى لحفظ ماء الوجه.
وظهور بعض الاطباء "مناضلو الفنادق والولائم"،عاشقو السياحة برفقة زوجاتهم الذين لم يدعوا عاصمة اوروبية "تعتب عليهم"، هؤلاء الباعة المتجولون، باعة المواقف الهلامية والأوهام على شاشات الفضائيات ومطالبتهم للبشر بالمزيد من التضحيات بات يصيب نصف اهل غزة بالغثيان ونصفهم الاخر أوشك على التقيؤ كلما استمع الى ترهاتهم.
اذا "وبلا طول سيرة"، هلموا أيها الأطباء الصناديد واحزموا امتعتكم وضحوا براتب شهر، وتوجهوا الى حيث يجب ان تكونوا وكفوا عن المزايدات والادعاء بان مصر لا تسمح لكم بالمرور.. هناك المستشفيات بحاجة ماسة لخدماتكم،هناك زملاء خارت قواهم وتأكدوا بان المنايا ستدرككم حتى لو لم تذهبوا الى غزة، وإلا تنحوا جانبا، استحوا على أنفسكم ولا تتصدروا المشهد واسقطوا معاناة الفلسطينيين من أجندتكم ولن نأسف اذا قلنا لكم لا تفتحوا أفواهكم ولا تتشدقوا بما لاتفعلون..وحبذا لو ابتلعتم ألسنتكم.