صبراً.. أهل غزة
عندما مر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على آل ياسر وهم مربوطون بالحبال وموضوعون تحت الشمس الحارقة في سماء مكة الحار وهم يتعرضون لشتى أنواع الضرب والتعذيب على أيدي أسيادهم لارغامهم على ترك الإسلام -كان أهل ياسر يتحملون الضرب والتعذيب ويقولون: «أحد.. أحد.. أشهد أن لا إله إله الله وأشهد أن محمدا رسول الله» وعندما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم قال لهم قولته المشهورة: «صبراً.. صبراً.. آل ياسر فإن موعدكم الجنة». وهكذا كان أهل ياسر من المبشرين في الجنة في حياتهم.
وعندما سمع أحد أغنياء العرب -المسلمين- بالحادث جاء وافتدى آل ياسر بالمال ودفع لسيدهم أثمانهم وحررهم لوجه الله.
وهكذا كسبوا الحرية.. وكسبوا الجنة.
ونحن في هذه المحنة التي يتحملها -أهل غزة- التي دمرت مدنها وبيوتها على من فيها.. وقتلت أطفالها ونساءها ورجالها.. وأبيدت مدنها وأشجارها وشوارعها ومدارسها ومساجدها وجامعاتها ومؤسساتها الرسمية والشعبية.. حتى قورن وضعها بوضع المدن التي دمرها الطيران البريطاني في المدن الألمانية في أثناء الحرب العالمية الثانية التي لم يبق فيها حجر.. وكذلك فعل الطيران الألماني بالمدن البريطانية فقد دمر العدوان بلاد بعضهما تدميرا لم يشهده التاريخ إلا في تلك الحرب التي قتل فيها عشرات الملايين من الطرفين ودمرت فيها المئات من المدن التي أصبحت أثراً بعد عين.. ولكن الفرق واضح بين الحالتين.
فبينما حال -أهل غزة- يعادل الأضرار التي لحقت بالمدن البريطانية والألمانية بنفس النسبة والشدة.
نجد أن الذي حدث -هو أن- غزة فقط- هي التي دمرت وسويت بيوتها بالأرض وحرمت من الماء والغذاء والدواء والعلاج.. وحتى الذهاب للمستشفيات.
ولذلك فإننا نقول -لأهل غزة- صبراً.. صبراً.. أهل غزة.. فأنتم الناجون.. وأنتم المنتصرون.. فشهداؤكم في الجنة إن شاء الله، وقتلاهم في النار، والإصلاح يعود، والأرض ثابتة، والشعب الصامد قادر على إعادة الوضع الى ما كان عليه مهما طال الزمان.. والله معكم.. ويسدد خطاكم للنصر والتحرير.