هل العالم العربي ضد «حماس»؟
اخبار البلد-
قامت إسرائيل باغتيال ثلاثة من قادة الجناح العسكري لحركة حماس، رائد العطار، ومحمد أبو شمالة، ومحمد برهوم، فجر أمس الخميس في قصف استهدف اجتماعاً لهم في مدينة رفح.
توافق حدث اغتيال قادة «القسام» العسكريين مع إجراء مسؤولين عرب مشاورات في جنيف مع الحكومة السويسرية بصفتها الدولة المودعة لديها اتفاقات جنيف، لبحث سبل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وبحسب بيان للجامعة العربية فالمشاورات تأتي «لبحث سبل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ودعم طلب الرئيس محمود عباس عقد اجتماع للدول الأعضاء في اتفاقيات جنيف بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة ولتوفير الحماية للشعب الفلسطيني».
قبل يوم واحد من ذلك وفي مؤتمر صحافي له الأربعاء الماضي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن «العالم العربي ضد حركة حماس»، ثم أضاف «ومن معهم… قطر وتركيا وإيران».
وفي مقابلة مع شبكة الأناضول الإعلامية، ناقش رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عملياً مقولة «إن العالم العربي ضد حركة حماس»، فعلى سؤال الصحافي له عن وجود تحسن في العلاقات بين حماس ومصر قال مشعل أن «هذا سابق لأوانه الحكم عليه»، كما أعاد مشعل المطالبة بفتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة «كما المعابر بين كل الأشقاء المتجاورين في العالم»، وهو قول يترجم، دون حاجة لكثير تأويل، عدم وجود تحسن في العلاقات مع مصر، وكذلك يبيّن استمرار السلطات المصرية باستخدام معبر رفح للمشاركة في الحصار على غزة.
أكد مشعل في المقابلة نفسها أن هناك «بعض الحكومات والنظم ليست معنا، لكن كل الشعوب معنا وكثير من الحكومات والقيادات والمسؤولين معنا سواء بالسر او بالعلن، أما من يقف الى جانب نتنياهو والعدو الصهيوني فهم القلة وهؤلاء ماذا نفعل معهم، لا نبالي طالما الأمة معنا»، أما إيران فقال مشعل إن العلاقة معها «لم تنقطع» ولكن «تغير حالها»، عازياً ذلك الى اصطفاف «حماس» مع الشعب السوري «أخلاقيا ومبدئيا وسياسياً»، كما كذّب خبر طلب حماس من حزب الله التدخل مشيرا إلى «جوانب» تختلف فيها حركة حماس مع «حزب الله».
تأكيد خالد مشعل أن الشعوب العربية والإسلامية وبعض الحكومات تؤيد حركة «حماس، إضافة الى بعض المسؤولين (في الأنظمة التي تناهض الحركة)، لا يلغي، للأسف، الوزن الثقيل لادعاء نتنياهو إن «العالم العربي» (الرسميّ) هو ضد حركة حماس، وأن الوقوف مع الحركة يجعل من المساندين لها، ليس هدفاً لإسرائيل وحكومتها العنصرية فحسب، بل لبقية الطقم الرسميّ العربيّ الذي أقصى (وأقسى) ما يفعله هو إرسال وزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الصباح، ووزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الى سويسرا للبحث في إمكان تطبيق اتفاقات جنيف على «الأشقاء في فلسطين».
الإشكالية التي يطرحها موازين القوى الحالي الذي يجمع إسرائيل مع أغلبية عددية رسمية عربية أنه يضع المشروع التحرّري الفلسطيني كلّه، وليس غزة وحدها، تحت الحصار، ومن هنا الحالة الكلبية الفظيعة التي تستهدفها الدعاية الإسرائيلية (المغطاة عربياً) ضد «حماس» وقطر وتركيّا… والشعوب العربية.
وبوضعه «حماس» تحت يافطة «داعش»، كما تفعل الأنظمة العربية لخلط التنظيمات المتطرفة بأي معارضة ضدها، يقود نتنياهو، بصفته مندوباً سامياً للقوى الغربية، قطار الأنظمة العربية المتنافسة على منصب «الوكيل الحصري» المعتمد عالمياً للتدخّل السريع في أرجاء المنطقة: أهلاً بكم في الاتحاد الإسرائيلي – العربي لـ «مكافحة الإرهاب».