الإخوان «الوهابيون» كما وصفهم أمين الريحاني

يتساءل الريحاني قبل قرن تقريبا "1924″:

"من هم الإخوان؟ من هم أولئك الوهابيون الذين يردد الناس في كل قطر من الأقطار العربية اسمهم مستعيذين بالله ؟ وقلّ من يعرف حقيقة حالهم، ويدرك سر اشتهارهم. أهم رسل الهول والموت، أم رسل دين لا يعرف غير الله والكتاب والسنة، دين النبي محمد والصحابة ؟ أقول نعم جوابا على السؤالين.

الإخوان هم الفئة المحاربة، الفئة المتعصبة، الفئة المتدينة جدا في الوهابية.

الإخوان هم جنود عبد العزيز بن سعود الذين كانوا بالأمس من العرب الرحل، فتدينوا أي دانوا بدين التوحيد، فصاروا مسلمين، وهم في غلوهم يعتقدون أن من كان خارجا على مذهبهم ليس بمسلم، فيشيرون إلى ذلك في سلام بعضهم على بعض. السلام عليكم يا الإخوان حيا الله المسلمين، واذا سلم عليهم سني أو شيعي فلا يردون السلام.

وبما أن الإخوان في هذا الزمان يحملون البنادق والبيارق باسم الله، فيحملون أو كانوا يحملون على كل من لا بد من العرب وكأني بهم لا يرون خيرا في حياة لا إكراه فيها على التوحيد، فينادي الأخ منهم ممتشقا حساما أو رافعا بندقيته: أنا خيال التوحيد أخو من أطاع الله، بين رأسك يا عدو الله، إنهم من هذا القبيل مثل رجال البروتستانت الأولين الذين حاربوا تشارلس ملك الإنجليز والسلطان عبد العزيز أشبه برجل تلك الثورة الكبير "كرومويل".

فكانوا رسل الهول ورسل الموت في كل مكان سمعت فيه هويتهم المشهورة: هبت هبوب الجنة، أين أنت يا باغيها؟ فلا الحجاز ينساهم، ولا الكويت يذكرهم بالخير، ولا العراق يحسن بهم الظن، ولا الجوف ولا الجبل ولا القصيم يكبر في ساعة الوغى بسواهم، وردد خوفا واعجابا غير اسمهم. الإخوان، زرعوا الهول في كل مكان. الإخوان يحاربون مستبسلين مستشهدين.

روى الناس الموالون منهم والمعادون أخبار الشجاعة والبطولة التي اشتهروا بها، قالوا إنهم شياطين الدين، وقالوا إنهم أبطال المسلمين. وما كانت البطولة بغير الإيمان الحي والثبات في الجهاد. لولا ذلك ما كان الإخوان، وما كان ملك ابن سعود، هبت هبوب بالجنة، أين أنت يا باغيها؟ وكل من يبغيها.

لذلك يحاربون وقلما ينهزمون. الجنة أمامكم والنار وراءكم. فمن منهم يتقهقر، ومن منهم يولي مدبرا ؟ هم شوكة ابن سعود أيام الحرب، وهم أيام السلم الشوك في غصن الدين. يحملون سلم التوحيد بالعرض ويزعجون أحيانا حتى سلطانهم العزيز"5″.