مدرسة المشاغبين الإخوانية والإصرار على دور البطولة

المسرح خشبة يعتليها مجموعة من الممثلين، ويلحق بهم أعداد من الكمبارس، وفي كثير من الأحيان يحاول القائمون على العمل ملامسة الواقع، وهذا ما حصل بالضبط ولكن بطريقة مقلوبة مع أبطال الاستعراض الإخواني في منطقة طبربور..

في مسرحية مدرسة المشاغبين اعترف الفنان عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي وفي كثير من المواقع أنهم خرجوا عن النص كثيرا ً من اجل إضحاك الناس، وأنهم كانوا يختلقون موقفا ً ارتجاليا ً لدفع الجمهور للتصفيق، ويعترف احمد زكي ان صراعا ً خفيا ً خلف الكواليس على دور البطولة كاد ان يدمر العمل.. ويستدرك رغم ان العمل كان اقرب إلى اللهو والضحك والتصفيق منه إلى العمل الهادف غير انه اخذ الناس على غفلة منهم وذلك في وقت كان الناس أحوج ما يكونون فيه إلى «تغيير الجو» حيث النكسات المتتالية التي أصابت الأمة في تلك الفترة.. ومن سلبيات هذا العمل انه رسخ لدى الناس الكثير من السلوكيات المغلوطة، وهاهي العيال كبرت على أفكار مسرحية ساهمت في هدم الكثير من القيم التربوية والأخلاقية.
لقد ظهر جليا ً في مهرجان الإخوان الأخير في منطقة طبربور ان هنالك أزمة تعيشها القيادات الإخوانية فيما بينها، وعند التدقيق في الخطب الرنانة ومتابعة التصريحات تجد ان هذه القيادات والتي لا تخرج عن الثالوث همام وحمزة وزكي في صراع مزايدات الهدف منه الاستعراض أمام القواعد وأبناء الشُعب الإخوانية، وذلك من اجل حسم بعض المسائل التي تحتاج إلى التصويت من قبل هؤلاء، ومنها عقدة حسم مسألة منصب المراقب العام للإخوان، وفي شقها الآخر اللعب على جراح الآخرين من اجل الدخول إلى المشهد عنوة بعد ان ثبت الفشل في الفصل الأول من المسرحية التي يديرونها.
نجد ان هؤلاء الإبطال يرتجلون الموقف كثيراً، فنجد ان همام وعلى سبيل الذكر لا الحصر يكشر عن أنيابه ويشد على وجنتيه وهو يتحدث عن الخيانة ويكّفر ويقّسم الأدوار ويسترخي ويستبشر وهو يتحدث عن تركيا وإحدى الدول العربية، ولا يفوتنا قول حمزة منصور وهو يزمجر ربحنا مصر وسنربح الأردن، اما زكي فيعتقد انه يشق طريقه نحو البطولة بذكاء من خلال لعن كل شيء وتخوين أي شيء وذلك لكسب تأييد شباب الإخوان وبطريقة «على نار هادية».
لقد كانت الدعوة إلى هذا المهرجان وطوال العدوان على الأشقاء في غزة تحت عنوان «تضامنا ً مع الأهل في غزة واحتفاءً بالنصر»، وتحت هذا العنوان ذهبت وذهب غيري لحضور هذا المهرجان.. لكن ان يجير الدم الفلسطيني، وصراخ أطفال غزة وبكاؤهم، ودمار منازلهم لصالح مصالح حزبية فهذا استغفال واستخفاف بعقول الناس، ودليل ذلك استبدال شارة النصر بشعار رابعة العدوية، واستبدال العلم الأردني والفلسطيني براية جماعة الإخوان،. ولا يسعني وصف ما حدث في طبربور من قبل القيادات الإخوانية إلا بصراع الأدوار على البطولة وعلى خشبة مسرح ساحة ما خلف مؤسسة النقل العام.
إنها بحق مسرحية حين يصف احد الإخوان حكام إحدى الدول العربية المتعاطفين سياسيا ً على أنهم إخوان وبكل اندفاع بل وبكل سذاجة يقول: «هذول إخوان من زمان بس ما بدهم يعلنوا»!
فعلا ً أنها المسرحية التي تصنع البطولة وتصنع الزحام على شباك التذاكر!