الإخوان المسلمون..لا للعبث

اخبار البلد - بسام البدارين -

الرواية التي تقدم بها رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي الدكتور عبد المحسن العزام لمسار جلسة الأحد الماضي الساخنة تختلف بكل المقاييس عن تلك التي قرأناها في الإعلام وفي أكثر من منبر.

لافت جدا أن «المصادر المجهولة» التي تغطي بين الحين والآخر اجتماعات مؤسسات الإخوان المسلمين تجتهد زيادة عن اللزوم في إضفاء أكبر قدر ممكن من الإثارة والغموض وأحيانا تخرج تماما عن القصة.

ولافت أيضا أن أيا من أبطال المشهد الذين نسجت حول غضبهم وحردهم في اجتماع الأحد لم يدل ببيان او توضيح لموقفه أو لما حصل. ويمكنني القول كقارئ محايد بأن رواية الدكتور العزام التي كانت مفصلة للأحداث في الاجتماع المشار إليه لم ينفها أحد ولم تصدر رواية مغايرة لها.

بكل الأحوال يمكن القول بأن تسابق وتنافس جميع وسائل الإعلام المحلية والعربية لتغطية الأخبار عن نشاطات وخلافات الإخوان المسلمين دليل على اهتمام القارئ العربي ووسائل الإعلام بما يحدث في هذه الجماعة، خصوصا بعدما اضطر رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور للإعلان بأن حكومته لا يوجد لديها خطط لحل الجماعة ردا على موجة من التسريبات نشرت هنا وهناك.

ينبغي أن لا تسمح خلافاتنا مع الإسلاميين في الأردن او مصر أو في أي مكان بتقديم خصومات على حساب المصداقية في نشر الأخبار والتقارير أو تحريفها أو تقديمها منقوصة… مثل هذه التصرفات الخالية من المهنية في الواقع تخدم الإخوان المسلمين، وتزيد في تأييدهم الشعبي، وتساعد حصريا المجموعات المتشددة منهم، وتقفز بهم إلى سدة القرار في المؤسسات والانتخابات الداخلية الإخوانية.

تحريف المعطيات وتقديم الادعاءات والمبالغة في الحديث عن خلافات سلوك يشوه موقف الدولة من ملف الإخوان المسلمين، ويستفز كثيرين بصورة عبثية ومن دون طائل.

أختلف كغيري مع الإخوان المسلمين في الأردن على الكثير من الأشياء والاتجاهات والقرارات، لكني لا أزال أعتبرهم من مقومات الاستقرار الاجتماعي والأمني في الأردن، باعتبارهم مكونا لا يجوز السماح بالعبث أثناء العمل على تقليص حصته أو تخفيض كلفة فاتورته السياسية.

الإخوان يمكن هزيمتهم في الصندوق والشارع والانتخابات بالإنجاز والتقدم مثلهم وأحسن منهم بخطابات ديمقراطية زاهدة بالمال والأضواء ومقنعة تحترم المواطن وليس بالاحتيال والتضليل الإعلامي.

هناك أخطاء ومقاربات خاطئة عند بعض الإخوة في التيار الإخواني.. هذا صحيح لكن الحوار هو السبيل الوحيد للتفاهم مع الغالبية من القيادات الراشدة التي لا مجال للمزاودة عليها.

مرة اخرى وأخيرة، نحذر من المساس بالإخوان المسلمين عبر تعزيز الانقسام بينهم.. التضليل الإعلامي يخدم المتشددين منهم والجميع يخسر من دون استثناء إذا انقسم القوم.