ببركة رئيس الحكومة دول الإبتعاث ستعيد النظر بصورة المعلم الأردني !

في حديث مع أحد الأصدقاء المقيمين في أحدى الدول العربية التي تستقطب أعدادا كبيرة من المعلمين الأردنيين بالدرجة الأولى نظرا للسمعة الطيبة والمرموقة التي يتميز بها دونا عن كل الجنسيات العربية الأخرى ، فقد حدثني زميلي عن جلسة حدثت بالأمس تحديدا في إجتماع مصغر لمجموعة من مدراء المدارس التي تعتمد على المعلم الأردني وكان مدار حديثهم عن تلك التصريحات التي بدأ الإعلام الرسمي الأردني وعلى لسان رئيس الحكومة ووزير التربية تحديدا حول ما يتعلق بمستوى المعلم الاردني الذي أصبح متدنيا بنظرهم وتحمل لوحده النتائج المخزية لإمتحان الثانوية العامة وغيرها من المخرجات الأخرى التي تتعلق بالعملية التعليمية .

و بات واضحا للجميع أن النظام الرسمي يحاول وبكل قوة أن يحارب إضراب المعلمين الذي تشهده مدارس المملكة بسلاح قذر ومقيت ، فمنذ اللحظة الأولى التي أعلنت بها نقابة المعلمين إضرابها المشروع أبت أجهزة الدولة إلا أن تصب جام غضبها على المعلم وحده ، واستباقا للحدث كان وزير التربية رأس حربة في هذا المجال ومهرجا بارعا في حياكة وتطريز الأكاذيب والسحر المبهر في صياغة وقائع لا تمت للحقيقة بصلة ، وتم تحميل المعلم من اللحظة الأولى لإعلان نتائج التوجيهي المسؤولية الكاملة و تم تبرئة ساحة التشريعات والسياسات التربوية التي مضى على شيخوختها وخرفها عشرات السنوات وهي تتوكأ على عصا بالكاد تحفظ هيبة المعلم الذي عاش منذ خمسينيات القرن الماضي دون أي هيئة أو مؤسسة تدافع عنه وسحقت رغبة المعلم بنقابته ، وتم الإتكال على انظمة تعليمية باهتة أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم والمعلم لم يكن أداة في وضع هذه المدخلات بأي شكل من الأشكال .
لا أعلم ابدا ما هو موقف وزير التربية وذاك رئيس الحكومة الذي تمنطق ووزيره ثوب الأساطير والقصص الخرافية من غيابات للمعلمين على مدار العام أرهقت وسحقت منظومة التعليم الرائعة ! وتناسى كلا هذين المسؤولين أن يصنعوا بأنفسهم إحصائية لحجم الفساد المستشري في صندوق ضمان التربية وإعلان حجم الأموال التي ذهبت مع البعبع وتوارت عن الأنظار وأختفت فجأة !

وبمنتهى التدليس والضحك على أبناء هذا المجتمع يقف وزير التربية وأمام الملأ ليمنحنا رقما مهولا وإعتباره راتب المعلم وقدره ب470 عند التعيين وهو الذي يعلم ان الراتب الأساسي هو ذا يا صاحب الكرسي المؤقت ، وهو الذي يعلم أن المعلم الذي بلغت خدمته العشر سنوات بالكاد يصل راتبه الى هذا الرقم !! فما الداعي لهذه الأهازيج البالية إلا تشويه صورة المعلم الأردني ؟
صديقي دولة الرئيس و تابعه الوزير : لتعلموا جيدا أن هذه الترهات التي تطلقونها بين الحين والأخر بغرض تشويه صورة المعلم الاردني وغايتكم تثبيط عزائم المعلمين وتجييش الأهالي والمجتمع ضدهم ستنعكس سلبا على صورة المعلم الاردني ولو كنتم في تلك الجلسة بين المدراء في تلك الدولة التي تحدثت عنها في البداية لكنتما الان وضعتما هذرباتكم المهزوزة جانبا وإلتفتم للحوار وبكل جدية مع مطالب المعلمين الستة التي أعتبرتموها مطالب سياسية وانتم اعجز من إثبات هذا الحديث !
ولتعلموا انتم ومن هم في الإعلام الرسمي الحاقد على المعلم أن تلك الأساليب لن تثني المعلمين عن البقاء خلف نقابتهم فحجم الثقة بهم أكبر بكثير مما تظنون ولن تنطلي عليهم هذه الأساليب البالية ، كونوا مع المعلم دائما وأبدا وإصنعوا للأجيال القادمة ما يحقق لهم حياة كريمة لهم ولأبناءهم .
والله المستعان