تجييش وتحشيد ضد نقابة المعلمين


قال الشاعر :
رأيـــت الحـق حـق المـعـلـم وأوجبه حفظاً على كل مسلم
له الحق أن يهدي إليه كرامة لتعليم حرف واحد ألف درهم
إن وقفة قصيرة مع مطالب نقابة المعلمين التي طرحتها والمتمثلة بــ(تعديل نظام الخدمة المدنية التعسفي ، تحسين خدمات التأمين الصحي ، إصدار تشريعات لحماية المعلم ، اقرار نظام المؤسسات التعليميه الخاصة ، إحالة صندوق ضمان التربية الى مكافحة الفساد واقرار علاوة الطبشورة) ويصفتي محايدا لا أنتمي الى تيار معين، أرى انها مطالب مشروعه وهي بحق مهنيه وتلامس مطالب كل المعلمين بغض النظر عن انتمائهم السياسي وهي بعيده كل البعد عن الاتهامات الصريحه والتلميحات الخبيثه التي صدرت من حكومة النسور ، ولم تكتفي بالتصريحات بل قامت بحملة شرسه على نقابة المعلمين وسخّرت كل أدواتها ونفوذها في كافة المؤسسات في محاولة منها للمساس من مشروعيتها و وطنيتها واتهامها بانها تهدف إلى تسييس النقابة وجعلها اداة تخدم اهداف حزبيه وكل ذلك بعيد كل البعد عن الحقيقة .
نقابة المعلمين يقع على عاتقها تحقيق الهدف وهو الارتقاء بحياة المعلم، وتبني مطالبهم المشروعه وتحسين أوضاعهم المادية والمعنويه لمعالجة حالة التهميش والنكران التي تراكمت منذ عدة عقود ، ناهيك عن واجب الارتقاء بمستوى بمهنة التعليم ، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن اذا كانت مثل هذه المطالب لا تمثل حقوقا للمعلمين ، فاي مطالب تحقق حقوقا للمعلمين ؟! مالذي تريده الحكومة من مجلس النقابه ؟ هل تريد منها ان تصدر بيانات تسطر فيها سيلا من المديح لسياسات الحكومة وتعلن عن حالة الرضا والدعاء لرئيس الوزارة بطول البقاء لتفضله بتشريع نظام عرفي ( نظام ديوان الخدمة المدنية المعدل) حتى يكسر هيبة المعلم ويجعله يتحدث مع نفسه مخافة الفصل أو التوقيف !! ام تريده أن يسجل اسمه في سجل المحتاجين في ديوان الجمعيات الخيرية !!
واجب النقابة الدفاع عن كل ما يمس كرامة المعلم وهيبة التعليم واذا لم يكن مجلسها قادرا على تحقيق المطالب المشروعة فلن يتوانى المعلمين على رفع شعار اسقاطه ، ترويض النقابات هدف تسلكه الحكومات ، وعلى عاتق المعلمين تقع المسؤولية في دعم مجلس نقابتها ، وبناء على البرامج التي قدمتها الكتل المرشحة سابقا تم انتخاب مجلسها الحالي وهي بحق نفس المطالب التي تطرحها الان ، لاتتردد فالمطلوب الآن من المعلمين الوقوف مع نقابتهم فهي طريقهم للنهوض .
وفي خضم الحملة الشرسة على نقابة المعلمين تناسى البعض ضخامة الدور الذي يقوم به المعلم وعظم المسؤولية التي تقع على كاهله ، وتناسى حتى البراعم (طلاب الجامعات ) التي نمت من عرق المعلمين ، فسطرت اتحادات الطلبة البيانات التي تدين حراك المعلمين وتناسوا أن مطالب النقابة هي تحقيق لحقوقهم في المستقبل عندما ينضمون إلى سلك التربية والتعليم ، وتناسى البعض ان المعلمين قبل أن يكونوا معلمين هم اباء لابناء لهم على مقاعد الدراسه ، فهم أولياء امور طلبه ، كما هم باقي الاردنيين ، فكفى تباكياً على مصلحة الأبناء .
في وقتنا الحاضر ويا للأسف انقلبت الآية فأصبح المطبل والراقص والمهرج يحظى بالدعم ومنزلته أفضل من منزلة المعلم والمربي وينعم بالرخاء ، فمتى تسلك حكوماتنا مسلك دولة اليابان لنصبح في صدارة الأوطان ، ولكم عبرة في قول امبراطور اليابان في تفسيره لتقدم وطنه عندما قال «إن دولتنا تقدّمت، في هذا الوقت القصير، لأننا بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلّمنا من أخطائهم، وأعطينا المعلّم حصانة الدبلوماسي، وراتب الوزير».