عندما يصبح البصل عزيزا

الحكومة تنام بالعسل ورئيسها يتحدث ويصرح ويعد ويظهر متفائلا كمن يزرع البحار «المقاثي»، وهو يتحدث عن الديمقراطية والحكومات البرلمانية ومستقبل الاردن بعد عشر سنوات وعن الخطط الاقتصادية وكيف ان التعديلات الدستورية الجديدة سترسخ الديمقراطية رغم انها تخص انشاء وزارة دفاع وحصر صلاحية تعيين قائد الجيش ومدير المخابرات بيد الملك، ترى بيد من هي طوال الوقت.
ورئيس الحكومة يتحدث عن اعباء استقبال السوريين وانها كلفت الاردن اربعة مليارات حتى الان، كيف ذلك وهل صرفت من الخزينة مثلا ام كل الامر مجرد تقدير لكلف استهلاك، علما ان الاصل في زيادته تحريك للسوق وارتفاع واردات الخزينة من الضرائب على المبيعات في اقل الاحوال. وطالما ان الحكومة تمكنت من مواجهة كلف اللجوء وصمدت امام كلفه الباهضة فكيف لها ألا تكون قادرة على تلبية مطالب المعلمين رغم ان الرئيس يعترف بعدالتها وبدلا من ذلك يهدد مبطنا وهو يتحدث عن التلاميذ ليأتيه الرد سريعا ان قرار الاضراب مستمر.
والحكومة تنام بالعسل لانها تتحرك في كل الاتجاهات وتهمل واقع الغالبية العظمى من الناس الذين يعانون الامرين من سياستها التسعيرية ومستوى الغلاء الفاحش وغير المسبوق لمتطلبات حياتهم الاساسية، وعلى الرئيس ان يدل الناس متى في تاريخ الاردن وصل سعر كيلوغرام البصل العادي الى تسعين قرشا وهو مستقر الان عند 75 قرشا، فيما الاخضر منه بدينارين فقط، او من الذي فلح اخيرا وجمع عنده كل البصل ليتحكم بسعره ملغيا المثل الشعبي التاريخي عن الخبز والبصل لما تحولا الى رفاهية في عهد هذه الحكومة وليس ارخص اكلة.
يقول الرئيس ان 90% من عمل السفير الاردني في تل ابيب مخصص من اجل القدس والاقصى، وبالظن ان الرئيس لا يعلم ما يجري من تدمير وانتهاكات للاقصى وكيف ان المدينة تتعرض الان لاكبر عملية تغيير لمعالمها وهويتها، وان هذا هو الحال مع الــــ90% فكيف هو بدونة او ما الذي حققه ومنعه. ويقول ان ما تبقى مخصص لعرب 48، وليس معلوما ان هو يقصد رواد الحفلات الفنية منهم ام الحجاج، ثم اين العبقرية في ذلك طالما لم يقم بأي دور من اجل غزة.