لن نحل «الإخوان»
أنا أبغض هذه العبارة التي جاءت في العنوان؛ لأنها تعبير عن ابتزاز سياسي أمني من ناحية، وفيها لغة فوقية عرفية من ناحية اخرى.
لا يعقل أنه كل ما دق الكوز بجرة الخلاف بين الحكومة وجماعة الاخوان المسلمين خرج علينا من يتحدث عن حل الجماعة وانهاء وجودها في الاردن. في عهد الملك حسين وصلت الخلافات بين الجماعة والحكومات الى مراحل متقدمة لكننا لم نسمع في حينها أي تهديد بحل الجماعة.
كلنا يتذكر أزمة 1997 حين قاطع الاخوان المسلمون الانتخابات وزيارات الملك الغاضبة الى المحافظات، لكنه رغم ذلك لم يتم التلويح يوما بحل الاخوان. ما الذي تغير بعد ذلك؟ حيث نرى ونسمع من يتحدث بلغة المراهقة السياسية عن حل جماعة الاخوان كأنها مجرد عابر او مؤقت لا أهمية له.
أنا أدرك أن القصر كما المخابرات يعلمان اهمية الجماعة الاجتماعية والسياسية في البلد وانهما لن يسمحا للصراع بالخروج عن مفهوم قواعد الاشتباك ومن ثم العودة للقواعد سالمين.
ويسجل للدولة أنها لم تستجب الى الان لكل حملات التحريض الداخلية والخارجية التي تحاول ادخال ملف الاخوان الى مختبر الرؤية المصرية او الخليجية.
جماعة الاخوان ليست فقط جزءاً من النسيج الوطني فقط بل هي اعمق من ذلك، حيث تصل اهميتها الى حد القدرة على ضبط التطرف وهي لاعب سياسي كبير الجسم لا يحل ولا يمكن إلغاؤه.
كنت أتمنى على الدكتور عبدالله النسور رئيس الوزراء ألا يدخل في ماكينة الحملة، فكلنا يتذكر اجتماع التحريض على الاخوان ايام باسم عوض الله والذهبي 2006 وكيف كان موقف ابو زهير الوطني حينها، فحل الاخوان كلمة مستهلكة يجب التوقف عن ترديدها.