تنمية المحافظات أولا

تنمية المحافظات أولا"...!!

هناك قضية إقتصادية حقيقية تعاني منها المحافظات في المملكة الأردنية الهاشمية عموما" ومحافظات الجنوب خصوصا"، لذلك عند الحديث عن الحلول والألية، لا بد من البحث عن الأسباب والعوامل التي أدت الى ظروف غير إستثنائية تعيشها بعض المحافظات الأردنية ،و ما هي أسباب تراجع الحلول التنموية في هذه المحافظات، لذلك علينا أن نتذكر عند الحديث عن هذا الموضوع أن المملكة الأردنية الهاشمية ليست عمان فقط ، لذلك فالسؤال المطروح دائما" ما هي أسباب تراجع التنمية في أغلبية محافظات المملكة وخصوصا" البعيدة عن عمان.
هل هو نتيجة عدم توزيع مكاسب التنمية بعدالة،إذا كان كذلك ما هي الحلول لرفع نسبة النمو في هذه المحافظات ،
أولى هذه الحلول وهي على سبيل المثال لا الحصر :..
أولا" :إيجاد معاهد تدريب فنية بعيدا" عن الدراسة الأكاديمية المتعارف عليها تكون في كل محافظة من المحافظات الأقل حظا" خاصة محافظات الجنوب ومحافظة جرش وعجلون بإعتبارها أقل المحافظات حظا" وعدم وجود رساميل إقتصادية توفر فرص عمل .
لذلك هناك مشاريع كبيرة و رساميل إقتصادية مهمة أعلنت عنها حكومة المملكة الأرنية الهاشمية منها مشروع قناة البحرين لنقل حوالي مائة مليون متر مكعب من المياه فالمشروع في حال تنفيذه سوف ينعش منطقة الأغوار الجنوبية وهي من المناطق الأقل حظا"،لكن على الواقع ورغم مرور حوالي عام على المؤتمر الصحفي الذي عقده دولة الدكتور عبدالله النسور بتاريخ 19/8/2013والذي تحدث فيه عن أهمية هذا المشروع وإنعاشه للمناطق الجنوبية وإنعكاس ذلك على الواقع التنموي للوطن الا أننا لم نجد أي شي على الواقع الأمر الذي يجعلنا نطالب الحكومة ونسألها الى اين وصل هذا المشروع،،،،
ثانيا" :لا بد أن يشعر أبناء المنطقة أو المحافظة أن هذا المشروع و موارده وإنتاجه يعود لمحافظته ومنطقته حتى يتحمل المسؤولية والمحافظة على هذا المشروع ويتم ذلك عمليا بتدريب ابناء المنطقة المعنية وإخراجهم للعمل بمستوى مهني مقبول من خلال برامج التدريب والتأهيل والتوعية الحقيقية، لذلك عندما يتم إنشاء مصنع في محافظة ما لا بد من شعور أصحاب هذه المحافظة أن هذا المشروع معد لهم وأن سيخفف كثيرا" من هول البطالة المستشرية بين الشباب في هذه المحافظات وبالتالي التخفيف من ظاهرة الفقر هذا الهول والخلل البنيوي الذي أصبح ينخر المجتمع الأردني ،لذلك لايمكن الحديث عن تنمية المحافظات الا بوجود مشاريع تنموية حقيقية تعالج هذا الإختلالات المجتمعية.
ثالثا": تطبيق مشروع اللامركزية ،وهي أحد أسس الإصلاح الحقيقي وذلك بإعطاء الحكام الأردنيين صلاحية أكبر بعيدا"عن الإرتباط الإداري والإقتصادي بالمركز ورغم أن موضوع اللامركزيه موضوع كبير يحتاج الى بحث طويل الا انه طريق جاد ومهم في تنمية المحافظات والمناطق البعيدة عن العاصمة.
نعم موضوع تنمية المحافظات يحتاج الى كثير من التفكير والمشاريع الكبيرة نورد منها على سبيل المثال أيضا" مشروع السكك الحديدية التي تربط المملكة من الشمال الى الجنوب وربطها بدول الجوار الذي من شأنه الذي يستخدم عدد كبير قواها العاملة بعد إخضاعهم للتدريب والتأهيل .
آخر الكلام،،،،
تنمية المحافظات موضوع كبير وطريق مهم للإصلاح بمفهومه الشامل..!!

الدكتور المحامي محمد أبو هزيم
أكاديمي ومحام
Drmabuhazim@yahoo.com