غــزة تستهجـــن الصمــت العربي

مع كل ذاك العدوان الهمجـي الذي لم يرتكب مثله في التاريخ ، حيث القاتل إستخدم جميع الأسلحة البرية والبحرية والجوية ما هو معروف منها وما هو محـرم ، على شـعب أعــزل ، لم يواجــه المقاتليـن منهــم جبنــا وجهــا لوجــه ، وسـاعدته المساحـة الضيقة والكثافة السكانيـة التي لم يوجـد أكثر منها في العالـم في كثرة عــدد المصابيــن ، وما ســبب من دمار واســع على مساحـة غـــزة كلهــا ، ولاحقهـم في الملاجـيء والمدارس التي إلتجــأوا إليهــا هربا من القصـف والقتــل ،

كانت ضمائر معظم حكامنــا العرب ميتــة ، لم يحركها منظر الأطفال الصغار والرضـع وهم يدفنون تحت أنقاض البيوت ، ولا الرجال والنساء التي كانت تجمع أشـلاء أبنائهـا المتقطعــة ، علما بأنها كانت تتحـرك وتقــدم المساعـدات العاجلــة ، وتسـتعد لتقديم المساعـدات بكل أنواعهـا في بلاد بعيـدة لا يربطهــا معها أي رباط جغرافي ولا يلتقون في الدم أو الدين أو العــرق ،

موقفها المتخـاذل والذي بعضه يعتبر مشاركا وداعما للعدوان ، سـاعد الصهاينة على إستمرار غيهــم وجرائمهــم ، وأعربت عن سـعادتها على تلك المواقف التي لم تكن هكذا في السـابق ، علما بأن مواقف كثير من الدول الأجنبية والبعيدة عنا والتي لا يربطنا بها الا رباط الإنسانية وحقوق الشعوب في نيل حريتها كان أكثر تعبيرا وصدقا ، واتخذت مواقف عملية بسحب السفراء مثلا أو تنديدا شديدا بالهجمة الإجرامية ، ومطالبة الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الدولية باتخاذ اللازم في محاكمة وفرض العقوبات على الصهاينة المعتديـــن .

إن غـزة التي وقفت بكل أبنائها بشـرف وعــزة في مقاومة الإحتلال ، ما زالت تأمل أن يعود الضمير إلى حكامنا العرب وخاصة من يستطيعون بإمكانياتهم الكبيرة وعلاقاتهم الدولية ويطالبوا بوقف العدوان واتخاذ الاجراءات القانونية الكفيلة بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة وأن لا تترك مرة أخرى لمصيرها وحدها دون دعـم ومسـانــــدة .

إن التأريـخ لن يرحــم كل من سـيبقى على غيــه وضلالــه ويترك غــزة وشـعبهــا تحــت رحمــة العـــدوان ، والحصـار لهــا من جــارها العربــي ، وسـتبقى الأجيــال القادمــة تلعنهــــم إلى أن تقــوم الســاعــة وسـيكــون عقابهــم من الله مع المشـركيـــن والخونــة والعمــلاء .