نحو تحقيق في اشكاليات غاز الريشة...

أخبار البلد - خالد الزبيدي

 


بعد ثلاث سنوات من جهود تطوير حقل غاز الريشة بدخول مستثمر مشهود له بالخبرة على المستوى الدولي « بريتش بتروليوم «، وانفاق اكثر من 300 مليون دولار من جهود الاستكشافات والحفر الى اعماق تتجاوز 4000 متر جاءت النتائج صادمة بعد انسحاب « بريتش بتروليوم «، وتراجع الطاقة الانتاجية للحقل من 35 الى 14 مليون قدم مكعب يوميا، وتبددت آمال الاردنيين بأن يساهم هذا الحقل في تخفيض كلفة فاتورة توليد الطاقة بالاعتماد على غاز الريشة المعول عليه، هذه النتائج صادمة وتطرح الف سؤال وسؤال...
اسئلة كثيرة كانت تطرح خلال العامين الماضيين على المسؤولين لمعرفة ما يجري في هذا المشروع الحيوي والاستراتيجي، وكانت الاجابات تتراوح ما بين تحديد مواعيد للانتاج الوفير، الى تمديد فترة الحفر، وفي الاونة الاخيرة كانت الاجابات لمسؤول كبير قال ان عمليات الحفر شاقة وهناك تقنية جديدة وتعرجات في عمليات الحفر... وعمل المسؤول كعادته كما يقال عمل «البحر طحينة»، وكأن الاردن الدولة الوحيدة التي تنقب عن الغاز و/او تطور حقلها اليتيم المؤكد والمستثمر منذ عقدين، علما بان دول عربية من الجزائر الى مصر ودول الخليج العربي الى العراق لديها تجارب ناجحة ومثمرة في هذه الصناعة التي اصبحت مكشوفة.
الاخفاق الصادق في تطوير حقل غاز الريشة يعيد الى اذهان الاردنيين، فشل وخروج شركات عالمية للتنقيب عن النفط في منطقة البحر الميت، وجرف الجفر، وغيرهما، وتلكوء الوزارات المختصة في التعاقد مع الشركة الاستونية لتوليد الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الصخر الزيتي المتاح بعشرات المليارات من الاطنان في الارض الاردنية، علما بأننا ندفع يوميا امولا معظمها دين على حساب المستقبل، بينما يماطل مسؤولون وكأن الامر لايهمهم، وربما حقيقية لايهمهم.
انسحاب « بريتش بتروليوم» يجب ان يطرح على لجنة الطاقة في مجلس النواب باعتباره ممثل الشعب للوقوف على الاسباب الحقيقية، وما هي شروط انسحاب الشركة، وكم تحمل الاقتصاد الاردني، وما هي البدائل المتاحة، فالقصة كبيرة وتتصل بمستقبل الطاقة في المملكة التي كلما حاولنا الافلات من عقدة نجد امامنا عقدتان وهكذا، ومن العقبات المملة وهي بمثابة اسطوانة مشروخة سئمها الناس، استثمار الصخر الزيتي يلوث البيئة ويستهلك المياه العزيزة، واستثمار مخزون اليورانيوم ببناء مفاعل نووي للاغراض السلمية في مقدمتها توليد الطاقة يخرج علينا انصاف المتعلمين او غيرهم يطرحون التمويل والمخاطر المستقبلية، ومشاريع الطاقة الشمسية تواجه في عقبات تطرحها وزارة الطاقة بالربط على الشبكة الوطنية واسعار التقاص بحيث تمنع من التحول الى استخدامات الطاقة الشمسية...مشكلة الطاقة في اذهان المسؤولين وليست على الارض.