البناء في زمزم وهدم الجماعة على يد مراقبها

ثمة مسافة لا حدود لها ولا وجه لمقارنتها بالنهج والموقف بين مبادرة زمزم التي تدرك وتحترم اسس العمل السياسي و معنى الواجب الوطني والقومي وقدمت كل ما بوسعها للاهل في غزة والقضية الفلسطينية وتعاطت مع القضايا الوطنية المختلفة بروح العقل والبناء وبين نهج المراقب العام للاخوان وجوقة التوتير التي تضع راسها تحت عمامته وتختطف الجماعة وتستغلها في نهج من الاساءة والتخوين للجميع وصل حداً لا يمكن قبول المضي به و السكوت عليه اكثر .

«زمزم» وقياداتها حالة اصيلة وفاعلة في جماعة الاخوان على مختلف المراحل، وكانت على الدوام تعرف بوصلة الوطن وثوابته وتملك الحق والشجاعة في قول كلمتها في أي شان بجرأة الحق والعمل السياسي الرزين والخطاب الشجاع البعيد عن لغة التخوين والشتيمة والاتهامية والانتقام التي دأب عليها المراقب العام ونهجه وتياره التدميري للجماعة ودورها وحضورها .
في الوقت الذي مارس المراقب العام وتياره باسم الجماعة كل صنوف الاساءة للوطن وثوابته في كل مفصل كان فيه الاردن في مقدمة الفعل القومي وفي مقدمة ذلك الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة كانت مبادرة زمزم منسجمة مع الوطن كله في اقدس ثوابته نصرة الاشقاء الفلسطينيين والوقوف الى جانبهم في وجه العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة .
ويسجل لزمزم والوان الطيف الحزبي الاردني الاحترام منذ اليوم الاول لهذا العدوان بقول كلمة الحق وبذل كل ما هو ممكن لدعم الاهل في غزة واعلاء هذا الواجب الكبير على راس الاولوية لا يتقدم عليها شأن او قضية سوى الحفاظ على ثوابت الوطن واستقراره لانه في قوته ومنعته على الدوام قوة ومنعة لفلسطين وشبعها الشقيق.
تقدمت زمزم الى هذا الفعل المشرف وبقي مراقب عام الاخوان وتياره يحاول خداع الراي وتصعيد نهج التوتير والتأزيم وفق اوامر الاسياد في المنطقة وخارجها في حالة لم تعد مقبولة باي حال فمن هو مراقب عام الجماعة وتيار الفتنة الذي يقوده بصورة مدانة لا علاقة لها بالعمل السياسي وادبياته بل هي حالة متكررة من الخروج عن الاعراف والقانون الذي هو فوق الجميع وتطبيقه واجب ايضا في حالة تجاوزت كافة حدود القانون وقواعد العمل السياسي.
وحتى لا يبقى المراقب العام وتيار التأزيم المناصر له في حالة انكار لانكسار مشروعهم السياسي القائم على الفوضى ودماء الشعوب وحتى لا يبقون اسرى خطأ القراءات والحسابات التي يصرون عليها فالاجدى بهم الافاقة والتنبه ان ساعة بحث الخيارات التي توقف اختطاف الجماعة وتجييرها في خطاب ونهج احادي الاتجاه قوامه إلقاء التهم الظالمة وخطاب التخوين والاستعلاء على الوطن وثوابته قد تحين في أي لحظة بإلحاح المجتمع وقواه التي لم تعد تحتمل اكثر من هذا النهج.
النموذج الأردني كان ومازال وسيبقى يفرز نماذج العمل والانجاز والحرية والانفتاح ، ويتسع صدره وتجربته الى كل من يريد العمل على الساحة السياسية الوطنية ، عبر الحياة الحزبية، والاطر الاجتماعية والسياسية والمؤسسات الدستورية الراسخة التي تحمي التجربة والنموذج وتؤمن الحقوق وتضمن الواجبات تحت مظلة القانون الذي لا احد له الحق في تجاوزه بأي حال.
وفي هذا النموذج الاردني الذي يحظى باحترام العالم باسره هناك امثلة لاتعد ولا تحصى وهاهي كحالة ساسية محترمة مبادرة زمزم تشق طريقها على ساحة العمل الوطني والسياسي بنضج وقوة تاخذ دورها وحضورها بمشاركة تؤسس لعمل يستحق الاحترام بعيدا عن نهج «المغالبة « والارتهان لاي أجندات ومشاريع ترسم في اقبية ظلامية في الاقليم وخارجة.