يالهول الارهاب وفظاعته !!

بقلم / عبد اللطيف مهيوب العسلي
الغريب في الأمر أن الاختلاف بين البشر وارد إما بسبب اختلاف الدين او الحقوق أو لأسباب أخرى, وهناك توجد مطالب يمكن الاتفاق أو الاختلاف عليها فيتنازعون ولكنهم مع ذلك يصلون إلى قواسم مشتركة يضمن فيها كل طرف العيش بسلام ,أما مع القاعدة فالأمر يختلف تماما عن كل هذه النزاعات .فلا توجد مطالب محددة يمكن للناس أن يتحاورا عليها أو يرفضوها ,
اقدمت حماعة الارهاب من تنظيم القاعدة في اليمن ـ عليها لعنة الله والملائكة والناس اجمعين،ـ بتاريخ 8/8/2014 م على اكبر جريمة لم يشهد لها التاريخ مثيلا في وطننا العزيز قامت بالتقطع لعدد 14 من العساكر وهم بلباسهم المدني في حوطة حضرموت في اليمن واقتادتهم من الباص الذي كان متجها بهم نحو صنعاء وبعد خطفهم ذبحوهم كالنعاج نعم كالنعاج ...
فيا للهول ويا لفظاعة الارهاب لو مات الواحد منا كمدا عما يسمع و يشاهد من افعال اجرامية تصدر عن هذه السباع التي تفترس البشر لكان معذورا.
ترى أي نفس شريرة تجذبها الدماء المهدرة!؟,
والأشلاء المبعثرة! والرؤوس المجندلة !
في ارض عشوائية ! وحرب عبثية !
أي نفس تقبل بمثل هذا الدمار والتدمير ؟
ترى أي منطق يتقبل كل هذا العبث المنفلت
من عقلانيته والغائب عن رشده ؟
أمعقول هذا أم غير معقول؟
أمحرم هذا أم غير محرم؟
أأ جرام هذا أم اسلام ؟
أيعقل أن كل هذا المخزون من الحقد الأسود
ومن الادعاء بامتلاك الحقيقة.....
والادعاء بالوصاية على عباد الله
وعلى الثقافة والدين والفكر والاعتقاد.
القاعدة وما أدراك ما القاعدة ؟.
وما يتذرعون به وهو السعي لتطبيق الشريعة الإسلامية فهي ذريعة واهية لقد كان في الامم السابقة من بقتلون انبياءهم ويفتلون من يامرهم من الناس بالقسط ومع ذلك كانوا يزعمون انهم اوتوا نصيبا من الكتاب قوله تعالى :" الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون, ذلك بانهم قالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون , فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون .ال عمران23,42,25 "فلا توجد عصمة لاحد من المسلمين تمنعهم من الوقوع في الفسق والاجرام وما نشاهده من تصرفات خير دليل وتطبيق الشريعة, فكل مسلم بل وكل انسان اليوم يطالب بتطبيق الشريعة واقامة حد الحرابة على هذه الجماعة ,فهذا هو الطريق لتطبيق الشريعة صيانة النفس واقامة الحد ضد من يعرضها للخطر, فهل الطريق لتطبيق الشريعة قتل النفس أم الحفاظ عليها ؟
,وهل التطبيق للشريعة لا يأتي ولا يمكن أن يطبق إلا بواسطة القاعدة ؟,
أم هو منوط بعامة المسلمين.
وعليهم أن يفوضوا من يقوم بهذا الأمر ,وإذا اجمع المسلمون أو معظمهم على إمام أو حاكم فان الشريعة تلزم الجميع بالسمع والطاعة .فهل لا يقبل تطبيق الشريعة الا بهم لقد سجل لنا التاريخ الحديث ما سببته القاعدة من قنل للنفس وهتك للعرض وضياع للمتلكات والمال مالم يحدث باي حرب اخرى في هذا العصر وان الضحايا هم من المسلمين منذ إعلانها هذه الحرب العبثية ؟....لقد رصدت لنا الاحصائيات للضحاياء الابرياء في اليمن فقط للعسكريين ضباط وجنود ما يزيد على 650 ضابط وجندي في الفترة ما بين 1/1/2013 ـ الى 1/10/2013م قتيلا وما يزيد على الف جريح ثم تلت ذلك حادثة مستشفى العرضي في العاصمة صنعاء والذي بلغت احصا ئياته ..ما يزيد على 70 قتيلا ومئآت الجرحى في شهر 12 من نفس العام ..
, أين هؤلاء الذين عشقوا القتل وبعثرة الأشلاء الآدمية من قوله تعالى ((من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاء تهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون))ومن قوله تعالى ((ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق "من آية 151النعام" )) هل يعتقدون أن الله قد فوضهم في ملكه؟ أم لا يلزمهم الاستمساك بأمره, وأين هم من قول الرسول الكريم صلوات الله عليه ((لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم مسلم ))
يا للهول ! ويا لفظاعة الموقف! وبشاعة الإرهاب! نقول لهم بماذا ستواجهون ربكم بكثرة القتل؟ أم تتقربون إليه بإراقة دم إخوانكم المسلمين؟ تبرأت والله منكم الشهادة أين شهادتكم عند قتل النفس ( ليس بأمانيكم ولا بأماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا"
انه لا يمكن تحقيق أي شيء في الحياة إذا تم التساهل مع حرمة النفس فلم تقم أي حضارة في التاريخ إلا وكانت حرمة النفس أهم مكون من مكوناتها وأهم أولوياتها وهي المؤشر الفعلي لنجاح أي حكومة أو فشلها .لقد اخذ الله العهد على بني إسرائيل بأن لا يقتلوا النفس التي حرم الله وعلى الرغم من قبولهم بذلك إلا أنهم نكثوا ذلك فقتلوا غيرهم أولا ثم قتلوا أنفسهم ثانيا ثم قتلوا أنبيائهم ومن يأمرهم بالقسط من الناس ,ولسوء الحظ نرى فريقا من المسلمين يرفعون شعارات عديدة توحي إلى حفظ النفس وتطبيق الشريعة وما ذلك إلا لتضليل الناس بأنهم مصلحون ولكنهم لا يترددون عن قتل النفس وبوحشية عندما يتمكنون من ذلك إما بالسلطة أو باستخدام الشباب والتغرير عليهم ,هؤلاء يصدق عليهم قوله سبحانه وتعالى :(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدال خصام. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد"1) إنهم يرون حرمة النفس إذا كانت هذه النفس لها علاقة بهم, أما إذا كانت هذه النفس من غيرهم فإنهم يبادرون إلى قتلها ,إنهم يحرمون الظلم إذا كان الظلم واقع عليهم ,أما في حق غيرهم هم من يبادرون إلى ممارسته ,إنهم يحرمون الكذب إذا كان هذا الكذب صادر من غيرهم أماهم لا يترددون عن ممارسته متى ما كان لصالحهم "والحرب خدعة ,إنهم يأمرون بالوفاء بالعهد لكن متى ما كان هذا العهد لصالحهم أماهم فهم أول من ينقض العهد إنهم لا يقبلون من مسلم برا ولا إيمانا ولا تطبقا للشريعة ما لم يكن ذلك الإيمان أو البر قد صدر بأمرهم وبإذنهم ,إنهم لا يرون ملاين المسلمين وهم يؤدون شعائر الإسلام تطبيقا للشريعة "من صلاة, وحج ,وزكاة ,وأدا فرائض الإرث ,والطلاق ,والزواج والمعاملات الشرعية والمحاكم التي تصدر إحكامها بمختلف الحدود التي شرعها الله واجمع عليها المسلمون جيلا بعد جيل تطبيقا للشريعة ,فإذا كان كل ذلك وغيره مما يتعبد به المسلمون ليس تطبقا للشريعة فما هي إذا تطبيق الشريعة بنظرهم ,هنا تكمن المهمة العظيمة للواعظ والمرشد لتصحيح هذه المفاهيم المزدوجة فعلى الرغم من أن جميع الأديان السماوية والشرائع والقيم الإنسانية قد عملت على تحريم قتل النفس البشرية إلا أن الناس يعتدون على هذه النفس تحت مبررات عديدة في الوقت الذي لا يقبلون تلك المبررات ضدهم ,وبالرغم من ان القرآن الكريم قد جاء متميزا لأنه قد أحتوى كل تلك الأديان وذكر أحوال ألأمم ولم يكتفي بالتشديد على حرمة النفس بل أنه قد شدد على كل التصرفات التي قد تقود إلى القتل ومن أجل ذلك فقد ربط الله بين العبادة التي هي حق الله وبين المعاملات التي هي حق الناس وبالرعم من ذلك نجد ان فريقا من الناس الذين يزعمون انهم ياتمرون للقران من يمارس كل انواع القتل وابشع صوره ظلما وعدوانا كما تفعل القاعدة. وبالرغم ان القران يعتبر كل أنواع القتل التي لا ترتبط برد العدوان ومنع الظلم ممقوتة ومن كبائر المحرمات يتساوى في ذلك كل من يحمل نفسا بشرية مهما كان جنسه أو عرقه أودينه أو مكانته الاجتماعية ,والسياسية أو عمره لقد حرم الله قتل الأولاد لأي سبب كان قال تعالى (ولا تقتلوا أولادكم خشية أملاق نحن نرزقهم وإياكم ..)
ولم يجز الله سبحانه قتل النفس إلا في حالة القصاص قال تعالى:(الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فإتباع بمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب عظيم ) أما في غير هذه الحالات فقد يكون من الأفضل أن يكون المؤمن مقتولا لا قاتلا ,وهذا ما فعله ابن آدم التقي "هابيل" عندما هدده أخوه الشرير "قابيل " بالقتل وذلك ماحكاه الله سبحانه وتعالى عنه: (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ) وكان من نتائج ذالك أن أصبح القاتل من النادمين ولكن بعد فوات الأوان .
وتتعاظم حرمة النفس إذا كانت مسلمة أو مؤمنة ,قال سبحانه وتعالى :(وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزائه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم....)وبمثل ذلك توعد الله من سعى في الأرض فسادا فيقتل بريئا أ,و يخوف آمنا أو يقطع طريقا أو يسلب أو يخرب ....فقال سبحانه وتعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عطيم.33المائدة.) ذلك لأن الله عدل لا يأمر إلا بالعدل ,والقتل ظلم "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون "
فمن يرفض العدل ويميل إلى القتل فإن على جميع المسلمين أن يقاتلوه حتى يتوقف عن ذلك حتى لو كان يدعي أنه مؤمن .يجب على الجميع أن يتجنب هتك حرمة النفس مهما كانت الأسباب والمبررات وإن ذلك لا يؤدي إلا إلى الدمار والهلاك بل هو أفظع الفساد والشر ,إن الآمال معقودة على الوعاظ والمرشدين لبيان هذا الجانب وتوضيحه وتصحيح المفاهيم
ـ أهمية السلم وتحقيق الأمن في حفظ النفس
السلام ,والإسلام ,والسلم "ا, س ,ل ,م" السلام هو السلم والسلامة ,والإسلام يعني سلامة باطنك وسلامة ظاهرك مما يغضب الحق سبحانه وتعالى ,إذا الإسلام استسلام وخضوع لله تعالى ظاهرا وباطنا ,والسلامة للخلق فيعني السلامة لهم ,إذا المسلم مستسلم لله ومسالم للخلق على وجه العموم ودون خصوصية اذ النفس البشرية واحدة والله عدل لا يحابي بحكمه مع المسلم ضد غيره, ومن أجل تحقيق السلام والأمن فقد حرم الله القتال وحرم الاعتداء على النفس والعرض والمال وأرسل الرسل وأنزل الكتب للحفاظ عليها وصيانتها ,فقد حرم الله القتال في الأشهر الحرم وفي الأماكن المقدسة ,وما ذلك إلا ليعلم الناس كيف يتجنبون القتال وكيف ينبغي أن تكون دور العبادة في أعلى درجة الأمن حتى ولو كان ذلك القتل مشروعا ,وفي هذه الحالة فانه يمكن التعامل مع ما يتسبب في ذلك بوسائل غبر قتالية ,وما الجهاد إلا لحماية النفس وتحقيق الأمن والسلم قال تعالى (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم ...)
وقال سبحانه وتعالى (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ...) :(واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين .فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم ."191,192البقرة"
وحتى في مثل هذا الجهاد المشروع فإنه لا بد من التريث والتبين قبل إعلان الحرب والتهديد بها وعند الاضطرار إلى خوضها (يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة ...94 المائدة) فما شرع الجهاد إلا للحفاظ على النفس وتحقيق الأمن والسلم إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ..فمن باع نفسه لله لا يمكن أن يقتل النفس ويخيف الأمن كيف يقتل النفس التي حرم الله ظلما بهدف عرض الحياة الدنيا ,فان المؤمنين الصادقين إن قتلوا أو قتلوا فإن ذلك من أجل نصرة الحق وحماية النفس والانتصار للمظلومين والمستضعفين الذين لا يجدون وليا ولا نصيرا وبسبب قيامهم بذلك فضلهم الله على غيرهم ووعدهم أجرا عظيما ,إن الشعارات لا تجدي نفعا...
فمن أهم المؤشرات للفترة الراهنة هي الإسراع بتوفير الأمن وإعادة بناء المؤسسة الأمنية على أسس سليمة بحيث تستطيع حماية الممتلكات وتهيئ الأجواء الآمنة للاستثمار وإعادة الثقة بالأمن حتى يمكن بناء البنيه التحتية للاقتصاد الذي لا يمكن أن يتم إلا ذا توفر الأمن , ولاشك أن ذلك سيكون أهم مؤشر للنجاح للحكومة وبعدمه يعني فشلها ,ولأن الدولة تعني الأمن والاستقرار وحفظ الممتلكات الخاصة والعامة وردع من يعبث بأمن الوطن وتامين خطوط إمداد التيار الكهربائي وتأمين الطرق وبغير هذا فمن العبث الحديث عن وجود دوله او حكومه..
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل وهو للمظلوم خير نصير وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
عبد اللطيف مهيوب العسلي
Lateef66644@yahoo.com