تلاميذ شرشبيل؟!
كنا صغارا، نشعل الدنيا أعمالا شيطانية، لكننا نستكين ببراعة عند عرض برامج الاطفال، نستمتع بها، وبعالم السحر الذي ترسمه لنا وفي مخيلاتنا، وبالاخص عند عرض برنامج (السنافر) تلك المخلوقات الهادئة والوادعة التي تعيش بسلام، لكن الشرير (شرشبيل) يهدد امنهم ويروعهم هو وقطه المدلل (هرهور).
تقدم العمر بنا، وشاخت الطفولة قبل أوانها وكهلت بنا شيطنتنا، وصرنا نشاهد القتل بشكل مباشر على شاشات التلفاز، وشلالات الدماء التي تجرى بلا ثمن هنا وهناك، وصرنا نغمض اعيننا بعمد او بغير عمد عن اغتصاب العروبة، واستباحت غزة، نسمع صراخ الوحدة، لكننا نقف خلف الباب نسترق السمع وننتظر الفارس القادم؟! صرنا نحب ان تستبيحنا الشعوب، او اشباه الشعوب الاخرى، وحتى الحكومات بقراراتها الجائرة، ونصمت على ذلك دون اي محاولة للدفاع عما تبقى من كرامة المواطن الشريف ان كان موجود اصلا!
لم تختلف افلام الكرتون كثيرا في مضمونها عما نشاهده الان، الا ببعض التفاصيل الصغيرة، فبدلا من شرشبيل واحد اصبح لدينا العديد منه وان اختلفت مسمياتهم السياسية، سواء منظمات عالمية او سياسية، عالمية، الحكومية او الوزارية، وبدلا من سنافر بلون ازرق، اصبح السنافر مصبوغين بلون البشرية الحية، والمواطنة الحرة، البراءة والطفولة.. وبدلا من قط مدلل واحد اصبح لدينا قطط بل فئران مدللة تحتال على فريستها كل يوم، بحجة واهية.. او بحجج مختلفة، سواء خارجية او داخلية مثل: ارتفاع الاسعار وكثرة الضرائب، والمصائب. الاختلاف الوحيد الذي نلحظه ان السنافر تعيش بقريتها السرية، تخاف من ان يصل لها شرشبيل، لكن سنافر اليوم تعيش فينا.. تتعايش مع شرشبيل تبحث عن قرية سرية بعيدة عن حكومات. تحكمنا بسياسة شر...شبيل!