برستيج الوزير

نقلت الصحف والمواقع الإلكترونية حادثة تمت في محافظة الكرك خلال جولة لوزير في قرى المحافظة حيث خاطبته إحدى الأمهات الكبيرة في السن -وأظنها كبيرة في القدر بعد هذه الحادثة-، قائلة «يا ابني» في محاولة لطرح مشكلتها أمامه ،علها تجد لها حلا ،إلا أن الوزير ،لم يعجبه الحال وخرج فورا من المكان احتجاجا على تعاملها معه بصورة لا تليق بـ»البريستيج» الخاص بالوزير!!

الله أكبر ،هل كلمة «يا ابني» أصبحت خطابا لا يليق بصاحب المعالي .! بالمناسبة أنا اكتب عن الحادثة بعد أن اطَّلعت عليها وسمعت بها، لكنني تعمدت حتى الآن ألا أسعى لمعرفة من هو صاحب المعالي حتى أجد نفسي مجبرا على المجاملة والقفز عن الحادثة بحكم المعرفة أو الاهتمام ،إنها حادثة صعبة تعكس الذهنية التي يعيش بها البعض من الذين يظنون أن الدنيا مقامات ومكاتب فخمة ومديرو مكاتب وطاقم من السكرتيرات المدربات جيدا على فن «الإتيكيت « والبرستيج « ولا تعنيهم بالضرورة خدمة الناس ،المنصب العام والوظيفة الحكومية هي وظيفة لخدمة الناس والعمل بالميدان ،وليست موقعا للترف والغنائم والاستعلاء على البشر .
مطلوب من المسؤول الحكومي -وبالضرورة الوزير ابتداء- إعطاء القدوة للعاملين بمعيته أو في طاقمه المحيط به من خلال طريقة مخاطبة الناس الذين لا حاجة لهم به لو لم يكن يشغل موقعه العام، و لا بد من التفكير مسبقا بكل خطوة يمكن أن يرتكبها المسؤول العام لأنها تحسب عليه في المحصلة وتصبح حدثا يتم التعامل معه إعلاميا بحكم كونه موظفا عاما .
نتمنى ألا تمر مثل هذه الحادثة مرور الكرام ويجري التعامل معها بما يليق وأن يجرى مراجعة الوزير المعني حتى يدرك أهمة المنصب العام وحساسية الأخطاء التي ترتكب والتي كان من الممكن ألا نتوقف عندها لو لم يكن في منصبه .
والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال : (من حاسب نفسه ربح .. ومن غفل عنها خسر). وأرجو ألا نكون جميعا من الخاسرين .