صرخة من أجل التعليم
أخبار البلد - عصام قضماني
نقف إجلالا لمبادرات الملكة رانيا وهي تسابق الوقت لتطوير وتحديث التعليم ونحن ننظر بألم الى ما يجري في هذا القطاع الحيوي والهام في حياتنا جميعا ونذكر هنا صرخة الملكة الأخيرة حينما نادت بثورة تعليمية.
كان هناك من يقول دعوا الوزراء يعملون، فأنظر الى أين وصلت بنا سياسات بعضهم، فالتعليم ليس بخير، وإن كان سيحتاج الى خطط جادة فنقترح هنا أن يحوز على سواد الخطة العشرية التي تعدها الحكومة لأن التعليم يتفوق على سواه من الأولويات واصلاحه يكفينا وزيادة.
نقل التعليم الى حقبة التكنولوجيا والتعليم الرقمي وكل مبادرات تحديثه وتطويره بدأت مبكرا عندما تنبه خبراء الى أن المسافات التي ينبغي أن نقطعها للالتحاق بركب العصرنة طويلة، لكن كان هناك دائما من يريد أن يبقي التعليم عند حدود السبورة والطبشورة لأن نقله الى اللابتوب والأيباد بدعة ويقول لتيار المحدثين « إحملوا حواسيبكم وإذهبوا معها الى الجحيم فهي بضاعة ليبرالية فاسدة « ونحن نقول لهم اليوم بينما ننظر الى حال التعليم « ألا بعدا لهؤلاء فما أرادوا الا أن تضيع حقوق أبنائنا والأجيال من بعدهم في الحصول على تعليم كفؤ ومنافس على مستوى العالم».
لماذا نرى في الأردني من خريجي الجامعات الكندية والأميركية وحتى الأسيوية ما لا نراه في خريج الجامعات الأردنية، الاجابة بسيطة لكن أحدا لا يريد الاقرار بها، وهي ببساطة مرتبطة بأسلوب التعليم الذي يبدأ به الطالب في الروضة والمدرسة ويستكملها في الجامعة، ونسأل هل هناك تجسير بين الأسلوبين في مدارسنا وجامعاتنا أم الطلبة حملوا معهم بلا ذنب الأساليب المتخلفة الى مقاعد الجامعة، ونؤشر هنا الى الفرق بين الحفظ والتلقين وبين حفز التفكير والابتكار وإعمال العقل.
دعونا نعترف أن الخلل لا يبدأ مع امتحانات الثانوية العامة بل منذ الصفوف الأولى، فلا يفترض أن تفاجئ تصريحات وزير التربية بأن 624 طالبا تقدموا لامتحان الثانوية العامة لا يقرأون ولا يكتبون ومن قبل كان سلفه أطلق جرسا أكثر خطورة حين قال بأن هناك 100 الف طالب لا يستطيعون قراءة الحروف العربية او الانجليزية وقلنا حينها بأنه يتعين على 100 ألف أسرة على الأقل، أن تصرخ في وجه النظام التعليمي ضد هذا التردي.
للحقيقة ان مبادرات إصلاح التعليم وجدت جدية في التنفيذ في سنة 2000 وبعدها عندما تولاها وزراء متحمسون فهموا الأهمية الإستراتيجية للتعليم بالنسبة للأجيال القادمة، الى أن قوضت هذه الجهود وافرغت من مضامينها على أيدي زملاء لهم جاءوا لاحقا لا لشيء فقط لأن مجموعة الوزراء التي نفذتها أتهمت بتغريب التعليم وتفكيكه.