الشيخ حمدي أبو السمن: إبن الزعيم.. زعيماً
أخبار البلد - خالد أبو الخير
يجمع عليه ابناء السلط إجماع الجبال على الذرى، ولا يكاد يمر يوم، دون ان ترد سيرته العطرة في مجلس أو رحلة تذكر أو سمر.
بعض الرجال يولدون مرة، لكنهم يصنعون المجد مرات، ومن كان مثله حري بأن تذكر مواقفه في التصافي أو في الملمات.
رأى حمدي توفيق المحمد السالم أبو السمن الحياصات النور في ربوع السلط، العام 1922، وفيها شب وترعرع.
درس في كتاب الشيخ عفيف الكيلاني وتخرج من مدرسة السلط الثانوية عام 1940، في وقت كان فيه العلم ليس ببال الكثيريين.
لهوى السلط في فؤاده النابض بالحب والألق الف تذكار وتذكار، وقد امتلئت نفسه بنسيم الجداول وصمت الأودية، وضحكة المدى، فنشأ كبيراً.. وما يزال.
صيته تعدى ما في السلط من جبال، واياديه الخيرة تركت في كل مكان شيئاً من طيب وكثرة من دروس وعبر.
فقده لوالده ولم يتعد الخامسة ترك في فؤاده الناضر حسرة والماً وعزما على المضي قدماً، فنضج قبل أوانه؛ وخط دربه بكثير من الحرص والأمل.
والده توفيق كان من وجهاء السلط، وحاز من الأمير عبد الله الأول لقب زعيم سنة 1923، تقديرا من الأمير لمواقفه الجريئة والصريحة، وشجاعته، ومعاداته للحكم العثماني، وتكريسه حياته لخدمة أهل بلدته، كما يقول الدكتور هاني العمد في سيرته، مشيرا الى أن معاداته للحكم العثماني اوصلته الى صدور حكم بالاعدام عليه مع آخرين، الا أن عفوا صدر.
وسار حمدي على نهج والده في الجرأة في الحق، واشاعة الخير بين الناس، والعمل لمصلحة المدينة التي يهوى.
فور تخرجه عمل مساحاً في دائرة الأراضي والمساحة مدة سنتين، ثم موظفاً في البنك العربي في عمان حتى عام 1946، ثم هجر الوظيغة وعمل مدير ناحية في وزارة الداخلية لمدينة العقبة ، وقائمقام لجرش وعجلون، وأحيل على التقاعد عام 1962.
الرجل الذي لطالما زخرت نفسه بحب العمل التطوعي، وبالافكار والرؤى، ترشح لرئاسة بلدية السلط وفاز بها في الفترة بين
1963 – 1968، ثم عاد رئيساً للبلدية في الفترة 1972-1976.
يصفه أحد معارفه بأنه كبير في كل مواقفه، شيخ حقيقي من شيوخ السلط، كان له الفضل الكبير في وصول المدينة الى ما وصلت اليه من رقي، مثلما فضله واياديه البيضاء في كل العطوات والجاهات، ويضيف: هو إبن الزعيم بمعنى الكلمة.
للشيخ حمدي " ابو توفيق"، شقيقة وحيدة واثنان من الاخوة هم : محمد الذي عمل مديرا للاراضي والمساحة وعلي المسؤول السابق في البريد.
وله من الاولاد خمسة: توفيق طبيب مختص . طاهر ، يعمل مديرا في وزارة الصحة. ماهر ، مهندس انتخب رئيسا لبلدية السلط ، ثم أصبح وزيرا للبلديات والمياه . طارق ، مهندس يعمل مديرا في وزارة الداخلية وعامر. وله من البنات اربع هن:
ـمي ، ناشطة بارزة في اتحاد لجان المرأة ، عضو في مجلس الأعيان، أمية، مها وبلقيس ( هيا ).
أحيانا حين يرنو الى جبال السلط وأوديتها، تحفها الغيوم ويعلو في إبائها السرو والصنوبر، يتذكر " أبو توفيق" بدايات الدرب، ويوقن أن الدرب لا ينتهي، فالعمل دائما موجود.. والخير دائما موجود، لكل الناس.