الاشتراكية الخيالية

الاشتراكية الخيالية

هي اشتقاق لمصطلح نفسه يعود إلى كون الاشتراكية بما تتيحه من مساواة و عدالة و كفاية لأعضاء المجتمع كافة، حالة سعادة و سلام مثالية للبشر وهي نظرية مثالية تدعو إلى بناء مجتمع إنساني سعيد يقوم على الملكية الجماعية و التساوي في توزيع المنتجات و العمل الإلزامي لكل أعضاء المجتمع.
و أما الشق الثاني من المصطلح "خيالية" فيعود إلى بعدها عن الواقع و قربها إلى الخيال من جهة و إلى ضعف تشخيص أسلوب الوصول إلى هذا الهدف عند المفكرين الاشتراكيين الخياليين من جهة ثانية. و هذا ما يفسر إجادة بابو و سان سيمون و فورين و لون -و هم أعلام هذه المدرسة- في نقد المجتمع الرأسمالي و شرور الملكية الخاصة و نتائج التفاوت و الاستغلال في المجتمعات القائمة و تحديد مساهمتم الإيجابية و القيمة في تعبئة الرأي العام التقدمي و الإنساني في اتجاه تبني الاشتراكية و في تأثيرهم اللاحق على التيارات الاشتراكية الثورية على الصعيد الأول و في تقصيرهم عن رسم الطريق العلمي و العملي إلى الاشتراكية على الصعيد الثاني. فلقد اعتمد هؤلاء على الدعوة إلى التغيير من خلال تقدم العلم و المعرفة و نشر الأخلاق و اعتبروا البنى الفوقية هي الأساس في عملية التطور الاجتماعي و أهملوا الثورة كأسلوب للتغيير المنشود و اطمأنوا إلى تقدم التاريخ و انتشار الإيمان بالاشتراكية كطريق إلى تغيير النظام القائم و استبداله بالنظام الأمثل و قد بين فريدريك أنغلز أوجه تفكير أصحاب هذه المدرسة و أطلق عليهم لقب "الخيالية" مؤكدا النظرية الاشتراكية الماركسية صفة "العلمية" لأنها حددت أدلة التحول التاريخي إلى الاشتراكية بالطبقة العاملة التي سوف تقوم بالثورة الاشتراكية من خلال التنظيم و البرنامج الثوري. إلا أنه لا يمكن للماركسية المعاصرة أن تحتكر صفة "العلمية" بين الحركات الاشتراكية إذ يوجد العديد من الحركات الاشراكية الثورية في العالم الثالث التي شقت طريقها إلى التشخيص الثوري و العلمي الاشتراكي و إلى التطبيق في بعض الحالات دون أن تتبنى الماركسية كليا أو تنسب نفسها إليها.
كما ان تطور الرأسمالية في غرب أوروبا زود قاعدة مادية لإحتمالات وجلب الاشتراكية، وطبقاً للبيان الشيوعي، "ما ينتجه البرجوازي فوق الكل هو بمثابة حفارات لقبره"، بمسمى الطبقة العاملة، لابد أن نعي المنظورات التاريخية التي يضعها المجتمع.
كما وراجع إدوارد بيرنشتين هذه النظرية ليقترح أن تحرك المجتمع نحو الاشتراكية هو أمر حتمي، ليجلب العنصر الآلي والغائي للماركسية ومشعلاً لمبدأ الاشتراكية التطورية. رأى ثورشتين فيلبن أن الاشتراكية كمرحلة فورية في عملية التطور المتواصلة في الاقتصاد أن الناتج من التدهور الطبيعي لنظام العمل التجاري، وبمناقضة ماركس لم يؤمن بأن نتيجة الصراع السياسي أو ثورة الطبقة العاملة ولم يؤمن بأنها الهدف الأسمى للإنسانية.