الله يحمي هذا البلد ... ماذا فعلنا نحن لنحميه ؟؟!!!

 منذ تأسيس شرق الأردن عام 1921 ومروراً بإمارة شرق الأردن عام 1923 وانتهاءا بإستقلال المملكة الأردنية الهاشمية عام 1946 ، وهذا البلد يمر بالمصائب مصيبة تلو الأخرى .

وهو يتحمل النكسات والنكبات من كل صوب ، ناهيك عن المؤامرات هنا وهناك ، فهذا البلد إعتدنا أن يكون الحضن الدافئ لكل المطرودين من بلادهم والذين هُجروا ( بضم الهاء) والذين هاجروا .

ومن بداية تأسيس الدولة وهذا البلد هو بلد عربي قومي لم يتخلى يوماً عن عروبته وقوميته ، وله مواقف الجميع يعرفها على مستوى عربي ودولي ، رغم صغر مساحته وقلة إمكانياته .

ولكنه استطاع بفضل الحكم الهاشمي الذي امتزج بالحكمة والعقلانية في كل المراحل والظروف ، ان يصمد بوجه كل الزوابع والمؤامرات .

هذا البلد الذي استطاع بقيادته الهاشمية أن يجعل كل العالم يحترمه حتى لو إختلفوا معه بالمواقف السياسية ، هذا البلد العربي القومي والذي يسجل له أن أول رئيس لوزراء الأردن هو رشيد طليع وهو سوري الاصل عام 1921 .

في الأردن تعودنا أن الإنتماء والعطاء هو المقياس في تعيين كل المناصب العليا بغض النظر عن الجنسية الأصلية ، ولكن ما نراه اليوم أن الدولة الأردنية بكافة مؤسساتها ما زالت على فكرها في إختيار الأشخاص ، إلا أن الأشخاص هم من تغيروا ، فأصبح إنتماءات البعض ليس لهذا الوطن وإنما لدول اخرى تدعمهم ماديا ومعنويا.

على الأردنيين من كافة المنابت والأصول أن يتحدوا ويلتفوا خلف القيادة الهاشمية لكي يبقى هذا الوطن واحة أمن وأمان ، وأن لا نكتفي بالقول الله حامي هذا البلد ، بل علينا نحن بأن نحميه بالمال والأبناء .

وعلينا أيضا ان نكبر عن المصالح الضيقة لهذا أو ذاك فالوطن أكبر من الجميع ، وحبنا له لا يقاس بما استفدنا منهم مادياً ، بل يقاس بما استفاد هو منا عملياً ، إنتماءا ًوعطاءاً ، فهذا الوطن لم يقصر مع اي دولة عربية شقيقة طلبت المساعدة إن كانت فلسطين أو العراق أو سوريا أو مصر أو أي دولة أخرى في العالم ، رغم الإمكانيات الشحيحة ، ولكنه يملك شعباً مبدعاً منتمياً قادراً على العطاء في أقصى الظروف .

ولا ننسى الأجهزة الأمنية التي لا تنام الليل وهي تسهر على راحة المواطن ولكنها لوحدها لا تستطيع ان تقدم كل شيء ، فكل شخص يحب هذا البلد ومنتمي له هو رجل أمن ، يستطيع ان يكون حلقة وصل في ايصال اي معلومة يمكن أن تفيد هذه الأجهزة .

ألم يفكر البعض إذا حصل شيء لهذا البلد لا قدر الله أين سيذهب ، وأي دولة ستقبل بنا والعالم من حولنا ملتهب .

الكل يحب هذا البلد ويريد مصلحته ولكن لكل واحد طريقته في التعبير عن الحب ، ربما تكون مؤذية أحيانا للبلد بداعي الحب .

دعونا لا نلتفت الى الإشاعات والأقاويل وما يقوله البعض على وسائل التواصل الإجتماعي من إساءات مليئة بالمعلومات المغلوظة ، ومع ذلك يتناقلها البعض كأنها حقيقة ، ولنبحث ونستعمل لغة المنطق في التحليل وبعدها قرر ما تشاء .

هذا البلد بالنسبة لنا هو الحياة الروح والهواء ، فإذا حدث له سوء فالتنفس الإصطناعي لا يفيدنا أبدا ، لذلك علينا ان ندافع عنه بكل قوتنا وان لا نكون مستمعين فقط فهذه سلبية منك تعتبر كأنك تؤيد مع الطرف الأخر وانت لا تعلم .

حمى الله هذا البلد.... وسنحميه نحن بدمائنا وأرواحنا .