أزمة سير، أم أزمة أخلاق

أخبار البلد - علي المعالي

 
 
 

 

كانوا يقولون ان قيادة المركبة ( فن، ذوق، أخلاق)، ولكن ومن الوهلة الأولى يتبين لاي منّا ان العديد من قائدي المركبات، بل والمشاة احيانا، لا يتحلّون بأي من هذه الصفات، وإلا فماذا نسمّي من يقوم بافتعال مشاجرة ، قد يتخللها اطلاق العيارات النارية، او الاصطدام، نتيجة خلاف على أولوية السير.
السائق الذي لا يتذكر اتخاذ المسرب المناسب لاتجاهه الا عند وصوله للاشارة الضوئية، او مدخل النفق، او الجسر، ويقوم فجأة بتغيير المسرب مما يربك ويؤخر كافة السائقين خلفه، لان تعطيل السير لمدة ثوان معدودة يؤدي الى اعاقة وتأخير سيل السيارات على الشارع، مما يولد أزمة خانقة، ولو تحلّى هذا السائق ببعض الذوق والاخلاق لتحمل مسؤولية عدم اتخاذه المسرب المناسب وواصل سيره حتى يصل الى اي اشارة، جسر، او تحويلة ثم يذهب حيث يريد، او يعود الى حيث يريد، أما ان يقوم بتاخير كافة المركبات خلفه، وتحميلهم مسؤولية خطأه فهذا لا يجوز باي حال من الاحوال.
تجد احد السائقين يقود مركبته ببطء شديد، يعيق حركة السير خلفه، وعند قيام من هو خلفه بالتجاوز عنه، تجده يزيد من سرعته لاعاقة عملية التجاوز،مما قد يسبب وقوع حادث، بدلا من ان يساعده على اتمام عملية التجاوز بطريقة آمنة، فاين الذوق والاخلاق؟
قيام البعض من الرجال والسيدات سائقي المركبات باستخدام الهاتف المحمول لارسال رسائل، او قراءة رسائل ، او اجراء مكالمة ؟أثناء قيادة المركبة وبعضهم يستمر في هذه الممارسة السيئة حتى عند قيامه بالدوران على الدوّار، مما قد يسبب وقوع حادث.
قد يخطئ احد السائقين احيانا ولا يتقيد بأولوية السير، فتجد ان السائق الاخر يزاحمه بالمركبة كما يتزاحم البعض عند وقوفهم في الطابور، بحجة ان الأولوية له، يا سيدي ما علينا...الأولوية لك، ولكن ساعد السائق الآخر في معالجة خطأه، لكي لا تتسبب بوقوع حادث معه او معك ، اعتبرها صدقة عن روح أمواتك، ونوع من إماطة الأذى عن الطريق.
بعضهم يقود مركبته على الجانب الايسر من الطريق ببطء شديد، ورغم مناشدة السائقين خلفه سواءاً بالاضوية او الزامور، فانه لا يكترث، بل أن بعضهم يتحدث بالهاتف ايضا، وكأن الأمر لا يعنيه، مما يضطر السائق الذي خلفه لارتكاب مخالفة التجاوز عن اليمين- رغم ان هذا غير مبرر–الامر الذي قد ينشأ عنه حادث، بل يحدث احيانا ان السائق البطيئ يغضب ويرسل سيلاً من الشتائم للسائق الذي خلفه والذي يكاد يصاب بجلطة من هذه التصرفات، خاصة إذا كان ينقل مريضاً الى الطبيب، او في عجلة من أمره.
ومن المضحك المبكي ايضاً، عند توقف المركبات عند الاشارة الضوئية، في بلاد الغرب تجد السائق يبتسم لسائق المركبة التي تقف الى جواره اذا تلاقت عينيهما معا، أما عندنا فتجد احدهم ينظر للآخر وكأن بينهما ثأر.
الأمر الأكثر غرابة، هو انك تجد احد الاشخاص يتحلى بكل الصفات الحميدة، وكل من يعرفه يثني على اخلاقه، ولكنه عندما يقود المركبة، يتصرف وكأن مسّاً من الشيطان قد مسّه.
يا قادة المركبات في بلدي ، ارجوكم ، فان قليل من الفن في القيادة والذوق والاخلاق في المعاملة لن تضركم ابداً.