نار الحاويات او تراكم النفّايات !!

زرقاء نظيفة بايدي نظيفة ! شعارٌ برّاق عرفه (الزرقاويون ) ايام انتخابات المجلس البلدي فظنّوا – وبعض الظنّ اثم – انّ ازقة الغويرية ستصبح بين عشية وضحاها تضاهي شوارع عبدون او ان احياء جنّاعة ومعصوم والسوق التجاري ستغدوا كضواحي لندن وباريس وامستردام . 

صديقي ابو مهاوش كثير الحكي يقول وعمر السامعين يطول : خيّوه من زمان وعدونا (بالحلق ) وهاظ احنا خزّقنا آذاننا وقاعدين نستنى على نار ... بس يا خوك ... ظنّيت ان الموضوع قربة مخزوقة ... صرنا مثل الي صام ... صام وافطر على بصلة ... قلت :وكيف هالحكي يا صديقي ؟ قال : ما تشوف بعيونك شوارعنا ودخلاتنا ... نفايات مكومة وطالعة ريحتها ! مياه مجاري تصول وتجول بالشوارع اما الوسط التجاري ... حدّث ولا حرج .. يا خوك نهار العيد مرّيت من شارع السعادة ظنّيت نفسي عند مكب نفايات الغباوي ولفت نظري لافتة قديمة معلقة على عامود الكهربة مكتوب عليها : زرقا نظيفة بايدي نظيفة ! اقظب على هالحكي ! قلت : حبيبي هاي مجرّد دعاية ... والتنفيذ بدّه وقت ... قال: دعاية ويش هاذي خيّوه ... بالدعاية نارٍ كبرى ... اما بالفعل ما فيش ... خيّوه ... لمتى ودنا نظل عايشين على الدعايات والشعارات ... نايمين بالشمس من اربع سنين لاربع اسنين ومن مجلس لمجلس ومن ريّس للثاني ما غير يعرفونا عند دفع الضرايب والرسوم والغرامات .. قاطعته : يعني يا صديقي ... المجالس من امامكم والضرايب من ورائكم ؟ قال : اي والله بلعون انك جبتها ... صرنا يا خوك مثل الايتام على مادبة اللئام .
قلت له: ما شفت امس الحاوية عند سوبرماكت ابو العبد .. كيف شبّت بيها النّار ودخنتها قاطبة لابو موزة ... ولّعت لحين ابو العبد ما طلب الدفاع المدني ... قال : ومن هو المؤذي اللي ولّع النار ؟ قلت : يقولوا عمّال النظافة مع ظاغطة النفايات وقّفت بجنب الحاوية خمس دقايق وبعدها والا النار مولعة والدخنة قاطبة وريحة الزبالة المحروقة تذبح الناس وتعمي عيونهم وتقلق نومهم .. قال : المشكلة انه نار الحاوية ودخنتها مثل الطابون تقعد يومين ثلاثة والناس تحت رحمة ريحة الزبالة ورمادها الي يطير مع الهوا ...! 

اظن ان منظر الحاويات المشتعلة يتكرر يوميا في شوارع الزرقاء بل ادّعي ان هذا المنظر قد يتكرر في شوارع اكثر من محافظة او مدينة او بلدة وهذا الهواء المشبع بريح القمامة والمواد المسرطنة يهبّ بين الفينة والاخرى ليزكم انوف الباحثين عن كفاف العيش ... الكادحين وراء رغيف الخبز ونيران الحاويات تلفح وجوههم وريحها يزكم الانوف ويعمي الابصار... والشعارات البرّاقة تمدُّ لهم لسانها من بين (شدوقها) المتدلية سخرية ... ومع كل هبّة ريح ..نارٌ توقد.. ومع كل وقفة ظاغطة... حاوية تحترق ....( وهبّ الهوا يا مذاري ... ريحة بلا مصاري !)

صالح ابراهيم القلاب