التربية وقوات مكافحة الاضراب

يعد الاضراب وفقا للمواثيق الدولية والمتعارف عليها اسلوبا للامتناع عن العمل بطريقة منظمة ولمدة محددة للمطالبة ببعض حقوقهم وهذا مدرج ضمن نصوص العهد الدولي للحقوق الاجتماعية في المادة رقم ( 8 ) ، ويعتبر هذا النهج اسلوبا حضاريا بعد استنفاذ جميع اساليب الحوار دون الخروج بحل ينهي حالة التأزم الحاصلة بين الطرفين .
في الآونة الأخيرة أخذت المفاوضات مسلكا ووقتا كافيا بين طرفي العملية التربوية نقابة المعلمين ووزارة التربية والتعليم حيث عبرت نقابة المعلمين عبر شاشات التلفاز الاستياء وممارسات التجاهل لمطالبها من قبل وزارة التربية مصممة على رفضها المستمر واعلان حالة التعند الواضح الذي منع من استمرار المفاوضات
وقفل ابواب الحوار من خلال فضها ورفضها للجلوس امام اللجنة المشتركة في نقابة المعلمين ، وفي حالة التأزم هذه ارسل المعلمين رسالة واضحة من أمام رئاسة الوزراء معبرين فيها الاستياء الملحوظ داعمين لقرار نقابتهم واستجابة لندائهم مطالبين ايضا نقابتهم بالتدرج في التصعيد المستمر في حال استمرار حالة التعند والتجاهل لتلك المطالب .
في ظل تلك الفترة واقتراب موعد التصعيد ( الاضراب ) في بداية العام الدراسي الحالي أخذت الاطراف المعنية والجهات الحكومية اعلان حالة الاستنفار الشامل للتصدي لقرار نقابة المعلمين مستخدمة كافة الوسائل وأخص بالذكر حالة التشوية الاعلامي ونقل صورة خاطئة لأولياء الامور والعمل على مخاطبتهم والسعي في استخدامهم ورقة ضغط لاضعاف مطالب المعلمين ، وهذا ما تم لمسه من خطاب وزير التربية والتعليم أثناء المؤتمر الصحفي الذي اعلن فيه نتائج امتحان الثانوية العامة مستخدما اسلوب الأرقام المبهم وتركيز المستمع على تلك المدارس التي لم ينجح فيها أحد في ظل تناسيه التركيز على سبب حالة الغياب لأكثر من ( 40000) طالب عن أداء هذا الاختبار من أصل ( 126000) وهم بذلك راسبون بسبب الغياب اي أن عدد الطلبة المتقدمين للاختبار فقط ( 80000) طالب .
السؤال الأهم يا معالي وزير التربية :
ما سبب عزوف أكثر من 40000 طالب عن أداء الاختبار ؟؟؟؟؟!!!!!
أليس اسلوب الترهيب سببا !! ، أليس حالة انعدام الثقة بين الطالب وقرارات وزارة التربية !! ، اليس هذا سبب واضح في تدني نسب النجاح !!!
جميعها انعكست سلبا وبشكل ملحوظ على صورة التعليم وجودته في هذا الوطن مقارنة مع ظروف التعليم في الدول الأخرى تحت مسمى ( اعادة هيبة الثانوية العامة ) .
ومن هنا اوجه رسالة خاصة لأولياء الامور الاعزاء ، أن تكونوا عونا لنا كمعلمين محافظين على نوعية الرسالة والعمل على تحسينها ، فليس من المعقول أن يبقى صاحب الرسالة ( المعلم ) يمارس اعمالا اخرى ناصبا بين عينيه تأمين لقمة العيش الكريمة لاطفاله ايضا ، فالمعلم كائن يعيش على ارض هذا الوطن يعاني ما تعانون ايضا .
بقلم الاستاذ ثائر العلي .